تعظيم سلام
فيلم لسيد سعيد
الفيلم الذى تنبأ بثورة 25 يناير
بعد أن لفت الأنظار بفيلمه الروائى (القبطان) والذى
حصل على عده جوائز محليه وعربية ودوليه ومنها الجائزه الذهبيه لمهرجان دمشق السينيمائى الدولى عام 97
، الفيلم الذى كتب عنه المخرج العالمى كريستوف زانوسى انه فيلم يتمتع بخصوصية وتفرد وبلغة سينمائيه مبتكرة
...يعود سيد سعيد هذه المرة ليطل علينا من أفق سينيمائى مختلف من خلال فيلمه، ،تعظيم سلام
. ،، الذى يعرض فيه تجربة طلعت حرب النهضوي من خلال قصه صعوده و إنهيار تجربته
وهو الفيلم الذى يدخل فى نطاق مايمكن تسميته الفيلم العابر للنوعيه
.. من حيث أنه يجمع بين الوثائقى والسردى الدرامى
كما يتضمن مقاطع من السينما الخالصة ومقاطع شعريه
..كما يتضمن مجموعه من التراكيب النصيه
التى تتفاعل فيما بينها فى عمليه تأثير متبادله ومن ثم يصعب تصنيفه تصنيفا جامدا
فالواقع متعدد ومستهدف ليكشف عن كل طبقاته
ويمكن أن يتخذ أشكالا مختلفه إنه أشبه بمقطوعه بلوفونيه متعدده الأصوات
ورغم أن محور الفيلم الأساسى يدور حول شخصيه طلعت حرب
وتجربة النهضوي خاصه فى مجال الاقتصاد ويقدم انشوده حنونه
حول حياته صعوده وانهياره المأسوى. إلا أن الفيلم يتجاوز هذا الهدف بوضع تجربه طلعت حرب
خلال رحله تاريخيه تمتد من عصر محمد على حتى التجربه الناصرية انتهاء بعصر السادات ومبارك
وحيث يقوم الفيلم بتحليل عناصر قيام
وأسباب انهيار التجارب النهضوي فى مصر فى إطار التحولات البنيوية
التى جرت على أرض المجتمع المصرى وصولا إلى الانتفاضات الفئوية المتتالية
والاحتقان السياسى والغليان الشعبى الذى سبق ثوره 25 يناير
الفيلم لا يتوقف عند حدود الرصد والتحليل لما جرى من وقائع وأحداث مر بها الشعب المصرى
بل نراه يبعث بشارات تحريضية للتمرد والثوره على هذه الأوضاع
ولم يكتف بإطلاق صرخات الألم والمرارة بقدر ما اتخذ شكلا تنبؤيا بما سوف يحدث وحدث
لم تكن الدعوه للثوره والتمرد على الأوضاع السياسية والاجتماعية المتدنية هى فقط ماسعى إليه الفيلم بل قدم شكلا سينيمائيا متمردا على ما الفناه فجاء الفيلم مواكبا لهذا التمرد فى سياقه الجمالى والابداعى والنصى
وفى هذا الإطار يمكننا أن نتحدث عن فيلما تجريبيا مختلف سواء فى صيغته البنائية أو مقترح بجماليات تلقى مختلفه
ففى إطار البناء الشكلى للفيلم سنجد الفيلم لا ينطلق سرديا من نقطه مركزية للسرد بل يستند على عده مراكز كما يقوم بنائيا على مايمكن تسميته بالتراصف الكولاجى الذى يقوم على سرديات متنوعه ومتداخله من التعليق المباشر والحوار والصوت الذاتى والقصيدة الشعريه إلى الموسيقى البصرية.
وفى هذا التشكيل البنائى ينفتح النص على إمكانيات غير محدوده أمام المتلقى وحيث لا توجد سلطه مطلقة على النص
واذا كان من الشائع أن نرى فى بعض الافلام أن يقوم المخرج بحجز شريط الصوت ليدع الصوره تنطق فإن سيد سعيد يفعل العكس ففى بعض مناطق النص يحذف الصوره مع استمرار شريط الصوت ويجد المشاهد نفسه أمام شاشة سوداء ويطلب المخرج من المتلقى أن يضع بنفسه ما يراه ملائما من صور باعتباره عضوا مشاركا فى النص وأعاده إنتاج دلالات متنوعه
هذه الشاشه السوداء قادره على التقاط أى بث قادم من عالم المشاهد وخبرته الحياتية وعليه أن يملأ بنفسه فراغات النص سيد سعيد يقول للمشاهد فى هذا الفيلم هذا هو ما رأيته ولكم الحق أن تضيفوا رأيكم وما ترونه
-------------------------------------------
الفيلم إنتاج: المركز القومى للسينما
سيناريو و اخراج : سيد سعيد
مدير الإنتاج : جلال عيد
مدير التصوير: شريف سعيد الشيمي
مونتاج : عبالله الغالى
- مده عرض الفيلم 105دقيقة
-------------------------------
النشرة التى قمت بتحريرها عن الفيلم وتوزيعها على رواد نادى الفيلم باتيليه اسكندرية الساعة 6 مساء الموافق السبت 9 يناير 2016
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف