الخميس، 13 أغسطس 2015

داود عبد السيد الكيت كات واسطورة الرجل الضرير

‏‎ ولد المخرج داود عبد السيد فى 22نوفمبر 1946 وتخرج من المعهد العالى للسينما قسم اخراج عام 1967 ثم عين بمؤسسة السينما المصرية عمل فى البداية مساعدا للاخراج فى افلام الرجل الذى فقد ظله مع كمال الشيخ الارض مع يوسف شاهين اوهام الحب مع ممدوح شكرى ثم انتقل الى المركز القومى للافلام التسجيلية عام 1970 فقام باخراج فيلم رقصة من البحيرة عام 1972 وهو فقرة من مجلة مصر اليوم ثم قام باخراج فيلم تعمير مدن القناة من انتاج وزارة التعمير والاسكان عام 1974 ثم اخرج فيلم وصية رجل حكيم فى شئون القرية والتعليم عام 1976 وقد ظهر حسه الفنى العالى بوضوح فى هذا الفيلم وكذلك اسلوبه الرائع فى طريقة طرحه لهموم واقع القرية ثم اخرج فيلمين العمل فى الحقل عن الفنان التشكيلى حسن سليمان و فيلم عن الانبياء والقديسين والفنانين عن اعمال وحياة الفنان التشكيلى راتب صديق قدم اول افلامه الروائية الطويلة بعد ثمانية عشر عاما من تخرجه من المعهد العالى للسينما فكان الصعاليك عام 1985 وقد تناول من خلاله تيمة المكاسب المادية الهائلة التى تتحقق عن طريق اساليب غير مشروعة من خلال سنوات الانفتاح الاقتصادى عبر رحلة صعود الصاليك من قاع المجتمع المصرى الى القمة فى لغة سينمائية شديدة التأثير ضمن تيار سينمائى جديد سمى الواقعية الجديدة فى السينما المصرية ثم جاء فيلمه الثانى الروائى الطويل بعد توقف خمس سنوات البحث عن سيد مرزوق عام 1991 عن رؤية متعددة الابعاد للقاهرة 90 والصراع الطبقى فى المجتمع المصرى والعلاقة بين الشعب والسلطة من ناحية اخرى أنه تعبير سينمائى خالص عما اطلقه عليه الدكتور مصطفى سويف الاكتئاب القومى فى مصر حيث لايعرف الناس هل هم أغنياء ام فقراء فى حالة حرب ام فى حالة سلم ومن هذا التلاحم العضوى بين رؤية الفنان واسلوبه فى التعبير عنه ويأتى بعد ذلك فيلمه الروائى الثالث الكيت كات عام 1991 معتمدا فيه على رواية ادبية من اهم الروايات فى الادب المصرى المعاصر وهى رواية مالك الحزين لابراهيم اصلان فيحقق من خلالها المعادلة الصعبة بين الفن الراقى الذى يخاطب الوجدان ويغزى العقول والفن الجماهيرى الممتع دونما اى ابتذال او مداعبة للغرائز الجنسية مما يتيحه العمل الروائى والاجواء التى تدور فيها الاحداث ولكن داود عبد السيد تجاوز الاطر السينمائية الموروثة من السينما التجارية عند تناوله لرواية مالك الحزين مثلما تجاوز بطل الكيت كات ذلك الواقع الذى يعيش فيه كما سنرى ذلك يبدو استيعاب داود عبد السيد لعالم ابراهيم اصلان واضح اشد الوضوح ويبدو ذلك فى تصويره للحارة المصرية بادق تفاصيلها التى نستنشق منها عبق التاريخ فى كل لقطة من لقطات الفيلم كما يبدو ذلك فى المشاهد التى تحتوى على النماذج البشرية الموجودة فى الحارة التى تستشعر بانها شخصيات حية مثل المعلم عطية - عثمان عبد المنعم - صاحب المقهى الذى يرضخ لتهديدات تاجر الدواجن المعلم صبحى الذى يريد ان يهدم البيت القديم الذى باعه الشيخ حسنى - محمود عبد العزيز - لتاجر المخدرات المعلم الهرم - نجاح الموجى - ليبنى مكانه عمارة جديدة كبيرة كذلك شخصية فاطمة - عايدة رياض - المرأة التى هجرها زوجها وتعشق الشاب يوسف - شريف منير - نجل الشيخ حسنى الضرير والذى يراوده حلم السفر للخارج ليحقق ذاته وتذهب الى احد اضرحة اولياء الله الصالحين لتدعو بأن يتحقق لها حبه منها انه الايمان بمعجزات الاولياء الصالحين فى زمن لم يعد للمعجزات وجود الا فى عقول بعض البشر انه فى النهاية الضعف الانسانى بكل معانيه كذلك هناك فى الفيلم شخصية مأساوية مهمة وقد جسد هذه الشخصية المأساوية باقتدار عظيم شخصية الجواهرجى سليمان الفنان - احمد كمال - الذى تأتى مأساته من هروب زوجته روايح لاسباب تأتى على لسانه فى مشهد من اجمل المشاهد التى جاءت بالفيلم مشهد تناوله البيرة فى خمارة الحى مع بعض الاصدقاء فيروى لهم حكايته مع زوجته - الممثلة جيهان نصر - لكنه ينسبها لصديق له متيسر الحال ايضا مثله اكتشف بعد خمسة عشر عاما من الزواج انه لم يتناول مع زوجته اى حوار ولم يكن يشاركها الا الطعام والشراب والفراش فقط فتذمرت من ذلك الوضع فأعطاها علقة ساخنة مشيت بعدها مثل الساعة فردد اصدقاء الجواهرجى سليمان بأنسجام شديد بأنه رجل جدع صحيح وبهذه الصورة المأساوية تتضح أبعاد شخصية سليمان الجواهرجى التى أجادها بأقتدار شديد الفنان - احمد كمال - التى تعانى ذلك الخواء الروحى وتفتقر حرية القرار فهى شخصية عاجزة عن تغيير واقعها المأساوى فقد استسلمت لعجزها وبذلك تكون هذه الشخصية العاجزة هى المعادل الدرامى لشخصية الشيخ حسنى الضرير - محمود عبد العزيز - الذى كان أعمى البصر ولكنه لم يكن أعمى البصيرة وتأتى شخصية الشيخ حسنى الضرير فى الفيلم لتذكرنا بشخصية العراف الضرير - تيريزياس - فى الاساطير اليونانية القديمة التى تقول انه الرجل الحكيم والعراف المقدس الذى يكشف امامه الماضى والمستقبل واستطلاع الغيب حيث تشتد حدة البصيرة عنده فى تخطى الرؤية البصرية وكما كان تيريزياس نصيرا لكل اعمى ومعين لفاقدى البصر كان الشيخ حسنى كذلك ويأتى مشهد الكفيف الشيخ عبيد - على حسانين - الذى يطلب المعونة لعبور الطريق فيتقدم لمساعدته الشيخ حسنى ويصطحبه دون ان يخبره بعجزه ويقيم معه صداقه من نوع مثير لم نعهده فى السينما المصرية طوال تاريخها يصطحب الشيخ حسنى الشيخ عبيد الى دار عرض سينمائى فى مشهد من اجمل مشاهد الفيلم و فى جو أشبه بالحواديت والاساطير ويتأكد ذلك من خلال اللقطات المعروضه للفيلم المعروض بدار العرض وهو Clash Of The Titans (1981) والذى سمى تجاريا جحيم الجبابرة يحكى الشيخ حسنى من خياله حكايات مختلفه تماما لما يحدث فى الفيلم المعروض ولكن بصورة اكثر سحرا وجمالا حتى ان المتفرجين المحيطين به يدهشون لهذا الجو الذى يخلقه الشيخ حسنى وهو يروى للشيخ عبيد فيمرر احدهم يديه امام عينيه للتأكد من كونه ضرير ام مبصر فيدرك انه ضرير فيبتسم وكما يحدث عادة فى دور العرض يطلب الشيخ حسنى من الجالس امامه الانخفاض قليلا حتى يستطيع الرؤية قائلا : انا مثلك معى تذكرة تماما كما يحدث لى ولك نحن المبصرين ثم ينصت المتفرجون من حوله لحكاياته الخرافية التى هى أشد سحرا من مشاهد الفيلم المعروض جحيم الجبابرة وللدلاله على ذلك يختار المبدع داود عبد السيد من الفيلم مشهد الجواد الاسطورى ذى الاجنحة ليعطينا بذلك صورة لما يخلقه الشيخ حسنى من حكايات تفوق فى سحرها سحر الاسطورة المعروضة وفى مشهد من اجمل المشاهد التى جاءت ايضا بالفيلم يعطينا داود عبد السيد جرعة كبيرة لمحاولة من محاولات الشيخ الضرير حسنى لتجاوز محنته فنراه يصطحب الشيخ عبيد فى نزهة نيلية وفى مشهد بالغ التأثير نرى القارب وهما بداخله والشيخ حسنى يحرك المجداف لاعلى واسفل محدثا صوتا قويا ونرى القارب لايتحرك من مكانه ويستطيع الشيخ حسنى خلق وهما جميلا بانهما توغلا بعيدا فى النهر حتى يحدث ان يتم سقوطهما بواسطة احد اعوان ناجر الدواجن -الممثل عثمان عبد المنعم - فى احدى محاولاته للضغط على الشيخ حسنى لترك الدكان الذى يملكه وخاصة بعد ان وضع لوحة يعلن بها عن افتتاح نشاط تجارى بالمحل وهى حيله ذكية منه لرفع سعر المحل تماما كما يفعل الاذكياء من التجار وقد اتت تلك الحيلة بثمارها بعد ذلك يتم انتشالهما من النيل بعد سقوطهما وهنا يعرف الشيخ عبيد من منقذيهما بأن الشيخ حسنى ضرير مثله فيضحك من شدة المفارقة ويفيق من الوهم الجميل الذى خلقه الشيخ حسنى عن كونه غير ضرير ثم يأتى مشهد العزاء لمأتم عم مجاهد بائع الفول - الممثل احمد سامى عبد الله - فيبدو داود عبد السيد فى هذا المشهد أكثر استيعابا لتراث السينما العالمية فقد عقد الكثير من نقاد السينما مقارنة بين هذا المشهد وبين ومشهد الجنس المذاع عبر الميكروفون فى فيلم M.A.S.H (1970) Dir: Robert Altman ماش للمخرج الامريكى روبرت التمان الذى علق فيه ميكروفون بالمعسكر الخاص بالمستشفى الميدانى العسكرى الامريكى وتم فتح جهاز الميكروفون فى غفلة من احد الجنود واحدى الممرضات وهما فى غرفة العمليات الجراحية يمارسان الجنس فيتم فضح كل ما يدور بينهما على الملآ فى المعسكر فى مشهد ساخر جدا نرى فى الكيت كات عامل الميكروفون يبدو عليه الارهاق وينام بجوار الميكروفون تاركا أياه مفتوحا يتم ذلك فى عدة لقطات موحية بأن ما سوف يحدث له لم يكن مقصودا فيحدث هنا فعلا ما يشبه الكارثة بسبب نوم العامل فيجاهر الشيخ حسنى بما يشبه المحاكمة العلنية لمعظم اهالى الحى فيتم كشف المستور ويظهر الكل على حقيقته بضعفه الانسانى وبكل ما يحمل من معانى غير اصيلة من خلال الميكروفون دون ان يدرى بأن ذلك مذاع على الهواء مباشرة ثم يأتى المشهد الختامى عندما يخرج الشيخ حسنى وابنه يوسف - شريف منير - من النيل بعد سقوطهما بالدراجة البخارية فى محاولته الثانية للسير بها فى شوارع القاهرة المزدحمة وفوق الكبارى فيقول يوسف لوالده الشيخ حسنى : انت ليه يا ابى مش عايز تعترف انك اعمى فيرد عليه والده الشيخ حسنى : انا بأشوف احسن منك فى النور وفى الضلمة كمان ثم يحتضن ابنه يوسف فى حنان ابوى شديد ويبدأن فى غناء وترديد كلمات بالتأكيد يقصد داود عبد السيد ان يوجهها لنا يمكن نلاقى الغلابة فى أول الصفوف فى دعوة من المخرج على لسان الشيخ الضرير الى العاجزين والمقهورين للعمل على تجاوز عالمهم الحزين وعجزهم الانسانى عبر اسطورة الشيخ حسنى فمن المعروف والمتفق عليه ان الاساطير والخرافات بعوالمها الغريبة واشخاصها منفصلة تماما عن عالمنا الزمنى وان تكن تؤثر دائما فى حياتنا وهذا ما رأيناه من الشيخ حسنى فى الكيت كات فهل تتحقق نبوءة الرجل الضرير
بقلم على نبوى

السينما الأمريكية السوداء 100 عام من المثابرة

عندما أرادت هوليوود الاستعانة بالممثلين السود في أفلامها الأولى جاء ظهورهم على استحياء في أفلام (الرجال الثلاثة) عام 1894 و(الزنوج) عام 1895 و(الأسود) عام 1897 وقد ظهروا في أدوار الخدم الأوفياء والسذج والجهلاء أو المزارعين الخانعين وفي عام 1903 قدم الأمريكي (أدوين بورتر) فيلماً قصيراً مدته 12 دقيقة باسم (كوخ العم توم) وقد قام بالتمثيل ممثل أبيض تم دهن وجهه باللون الأسود ليبدو زنجياً, لأنه كان محظوراً على السود الوقوف أمام الكاميرا في تلك الفترة إلا للظهور في مشهد لعدة ثوان في خلفية المشهد كجزء متمم للديكور بداخل الفيلم. في عام 1915, قبل أن تصبح السينما ناطقة, ظهر فيلم (مولد أمة) للمخرج الأمريكي الرائد (ديفيد وارن جريفيث), الذي تناول فيه الحرب الأهلية الأمريكية, وذلك من خلال لغة فنية سينمائية مذهلة جعلته من أهم وأعظم الأفلام التاريخية الرائدة في السينما الأمريكية, ولكن ما يهمنا هو المضمون الموجود بداخل الفيلم وليس الشكل الفني الذي بدا عليه. فقد أظهر (جريفيث) في فيلمه هذا (مولد أمة) كل عنصريته المتطرفة الواضحة ضد الزنوج, وتعمد إظهارهم بصورة مهينة, ولذا, أجمع العالم على استنكار الفيلم, وقد وصفه الناقد (ألبرت فولتون) بأنه فيلم ينطوي على أن الزوج أحط مرتبة من البيض.. والزنوج الطيبون.. طيبون لأنهم خدم أوفياء لأسيادهم البيض.. أما الآخرون الذين يعارضون الرق فهم جديرون بالاحتقار, وهم خطر يهدد الرجل الأبيض.. ولهذا ينبغي القضاء عليهم. وفي عام 1927 أُنتج أول فيلم ناطق في السينما الأمريكية وهو فيلم (مغني الجاز) من إخراج (آلان كروسلاند) وتمثيل (آل جولسون) وهو ممثل أبيض تم دهن وجهه باللون الأسود ليقوم بدور مُغن زنجي فقير يصعد إلى القمة. في الثلاثينيات من هذا القرن حدثت تغيرات هائلة في مركز ووضع الزنوج الأمريكيين حيث أكد الجندي الزنجي الأمريكي خلالها أنه لا يقل مقدرة أو شجاعة عن زميله الأبيض, كما أصبح حي (هارلم) مركزاً للحركات الأدبية والفنية التي عبر الزنوج من خلالها عن نمو وعيهم, وإدراكهم للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية. ونتيجة لذلك صنع بعض السينمائيين أفلاماً تتحدث عما أصاب الزنوج من إهانات.. وحاولوا تغيير الصورة التي كانت تُظهر الزنوج داخل أنماط بشرية مهينة كالأبلة أو الأم المغلوبة على أمرها, أو الخادمة المطيعة, أو المغني الزنجي, أو الزنجي الشرير, فأخرج (بول سلواني) عام 1929 فيلم (قلوب في ديكسي) وأنتج وأخرج (كنج فيدور) (الوردة الحمراء) عام 1930 وفي عام 1931 أخرجت (فاني هيرست) فيلم (تقليد الحياة). وحقيقة الأمر أن تلك المحاولات التي حاولت تمجيد الزنوج, لم تكن إلا نتيجة الأوضاع الاجتماعية القادمة في ذلك الوقت, ولذا لم تُقدم تلك الأفلام المشاكل الحقيقة التي يعاني منها الزنوج أو الحلول التي يجب طرحها, إنما عرضت موضوع التمييز العنصري بفكر ومنطق مخلوط ومشوش, حاولت من خلاله التأكيد على أن مشكلة التمييز والتفرقة العنصرية ناتجة عن شعور الزنجي بالدونية من لونه الأسود. مرحلة الأربعينيات.. الأوسكار الأول ظهر في تلك المرحلة أهم فيلم في تاريخ السينما الأمريكية, وهو الفيلم التاريخي الكبير (ذهب مع الريح) للمخرج (فيكتور فيلمنج) عام 1939, وتأتي أهميته في حصول الممثلة السوداء (دهاتي ماك دانيال) على جائزة الأوسكار لأحسن ممثلة مساعدة في الفيلم كسابقة لم تشهدها السينما الأمريكية من قبل, الأمر الذي يجعل للجائزة أهميتها. كما ظهر الممثلون السود في تلك المرحلة بشكل مختلف في عدة أفلام. ولأول مرة نرى الرجل الأسود بطلاً شجاعاً في أداء أدواره في أفلام المغامرات والأساطير كفيلم (لص بغداد) عام 1940 الذي قام بإخراجه ثلاثة مخرجين, هم (لودفيج برجر) (تيم هوبلان) (مايكل باول) وقام ببطولته الممثل الأفرو أمريكي (سابو). وفي عام 1942 أخرج (جون باولينز) فيلم (ألف ليلة وليلة) وقام ببطولته أيضاً (سابو), والفيلمان من الإنتاج الضخم من قصص التحدي والبطولة والمغامرات. وفي عام 1949 أصبحت فكرة مناصرة الزنوج فكرة بارزة من خلال إنتاج وإخراج عدة أفلام تقدم الزنجي في إطار جاد ومحترم. وكان الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا الأمريكية عام 1954 بالمساواة في التعليم بالمدارس بين السود والبيض بداية اهتمام هوليوود بمشاكل الزنوج, فظهرت أفلام تبنت قضية التمييز العنصري والعلاقة بين الأبيض والأسود في المجتمع الأمريكي. من هذه الأفلام (لا مفر) للمخرج ( جوزيف مانكوتيش) تمثيل (سيدني بواتييه) ¯ (ريتشارد ويدمارك). ثم قدم (سيدني بواتييه) في عام 1955 فيلم (بذور الشر) من إخراج (ريتشارد بروكس). وفي عام 1956 قدم (حافة المدينة) للمخرج (مارتن ريت) ويبرز نجم (بواتييه) في تلك الفترة ليصبح أول نجم أسود يقوم بالأدوار الرئيسية في أفلام هوليوود, ففي عام 1957 يقوم بدور مواطن أسود يبحث عن مكانته ووضعه الاجتماعي من خلال فيلم (شيء من القيمة) للمخرج (ريتشارد بروكس). وفي عام 1958 يقدم أهم أدواره السينمائية في فيلم (حطمت قيودي) للمخرج (ستانلي كرامر) والذي رُشح عنه لجائزة الأوسكار كأحسن ممثل, التي لم ينلها إلا عام 1963 عن فيلم (زهور الحقل), والملاحظ مع نهاية فترة الخمسينيات, أن أفلام هوليوود في تلك المرحلة قد حاولت إيجاد تفهم ما للعلاقة بين الزنجي والأبيض, ولكن لم تكن بأي حال تعكس حياة الزنوج الحقيقية. اتسمت الأفلام التي صنعتها هوليوود في مرحلة الستينيات بتقديم الزنجي في أدوار المواطن الأمريكي العادي الذي يعمل طبيباً.. مدرساً.. مهندساً.. رجل بوليس.. مغنياً.. مثقفاً. وقد قام الممثل (سيدني بواتييه) ببطولة معظم أفلام تلك المرحلة, ففي عام 1961 قام ببطولة فيلم (باريس بلوز) للمخرج (مارتن ريت) وهو عن شاب زنجي أمريكي, هاجر إلى فرنسا بسبب الاضطهاد العنصري في وطنه, ونجح كعازف جاز في فرنسا, وفي عام 1961 - أيضاً - قدم فيلم (السهم المشتعل) للمخرج (دانيال بتري) وفي عام 1963 قام ببطولة فيلم (زهور الحقل) للمخرج (رالف نيلسون), وقد نال بواتييه عن دوره في الفيلم جائزة أوسكار أحسن ممثل أول في عام 19633. وفي عام 1965 قام ببطولة فيلم (مبارزة الشيطان) للمخرج (رالف نيلسون) وهو يدور عن صراع الهنود الحمر والمزارعين من سكان الأودية الزراعية ويقم (بواتييه) بدور ضابط سابق بالجيش الأمريكي. وفي عام 1967 قام (بواتييه) ببطولة فيلمه الأشهر (لأستاذي مع التحية) الذي عرض مصر باسم (مدرسة المشاغبين) للمخرج (جيمس كلافيل) وفي عام 1968 قام ببطولة فيلم (من أجل أيفي) للمخرج (دانيال مان). وفي نفس العام - 1968 - ظهر الممثل الأسود جيم براون) في أفلام هوليوودية تجارية. فكان فيلم (مهمة خطرة) مع الممثل (روك هدسون) وإخراج (جون سترجس). وتوالى ظهور جيم براون بعد ذلك في عدة أفلام, وأصبح يشكل ظاهرة سينمائية في تلك الفترة. أفلام العصابات والرعب الأسود مارست هوليوود في فترة السبعينيات دعاية قوية لمظهر الحياة الأمريكية, مفردة لنفسها دور مؤسسة التسلية والترويج في الفن السينمائي في سعي دؤوب لإبعاد المشاهدين المتلقين للأعمال الفنية عن التناقضات والهموم الاجتماعية التي يموج بها المجتمع الأمريكي بكل طبقاته. وفي هذا الإطار قدمت هوليوود مجموعة من الممثلين السود الجد وصنعت منهم نجوماً عالميين, واستخدمتهم كبوق دعائي في الترويج لأفكارها بشكل يخدم سياستها العنصرية, وذلك بشكل خبيث وبطريقة تجارية استهلاكية لم تكن تعكس حياة ومشاكل الزنوج الحقيقية, بل كانت موضوعات تلك الأفلام تدور حول صراع العصابات السوداء, الجنس, العنف, الرعب الدموي الأسود, فصارت تطرح مسائل حياتية تُقلق ملايين الناس من المشاهدين, ومنهم الزنوج, لكن مع المحافظة على لغة وأسلوب وطرق المعالجة الفنية التقليدية الخاصة بالسينما التجارية الزمريكية. ويبقى تركيز الاهتمام على إحداث التغيير سواء في الموضوعات أو في النجوم السود الجدد, وذلك من أجل اجتذاب جمهور الزنوج إلى قاعات دور السينما, لمشاهدة نجمهم الزنجي المفضل, الذي تم صنع نماذج مختلفة منه. من هؤلاء النجوم: ريتشارد راوندتري في سلسلة أفلام (شافت shaft) التي أخرجها الزنجي (جوردون باركس) في جزئين, كما قام (راوندتري) في عام 1972 ببطولة فيلم عن الجاسوسية للمخرج (جوردن هسلر) بعنوان (الجاسوس الهارب) - العنوان الأصلي (Embassy) السفارة. ظهر الممثل جيم براون في نهاية الستينيات في عدة أفلام بدءاً من الفيلم الشهير (دستة أشرار) عام 1967 للمخرج (روبر ألرديتش) وفي عام 1969 قدم (عندما يختلف اللصوص) مع (جين هاكمسان) وإخراج (جوردون فلمنج). أخرج (سيدني بواتييه) أول أفلامه (مساء السبت في المدينة) عام 1974 وأسند بطولته للممثل الزنجي (بيل كوسبي) الذي ظهر فيما بعد في فيلم (إجازة في كاليفورنيا) عام 1978 للمخرج (هربرت روس) وشاركه البطولة ممثل زنجي آخر انطلق في أدوار كوميدية أخرى فيما بعد وهو (ريتشارد برايور) الذي تألق في فيلم (قطار الرعب) مع (جين وايلرر) عام 1976. وفي هذه المرحلة قامت هوليوود بإقناع أسطورة الملاكمة البطل (محمد علي كلاي) بالظهور في عدة أفلام, منها (الأعظم) عام 1977 للمخرج (توم هاريس) وشاركه البطولة ممثل زنجي آخر (جيمس إيرل جونس) وفيلم (الروح والجسد) للمخرج (جورج باورز). وفي عام 1972 قدمت هوليوود معالجة تقليدية تتسم بالعنصرية عن أسطورة الرعب (دراكولا) وذلك في فيلمين: الأول (بلاكولا الرعب الأسود) Blacula للمخرج (وليم كرين) والممثل الزنجي الجديد (وليم مارشال) والفيلم الثاني قدُم عام 1973 بعنوان (بلاكولا ذئب النساء) للمخرج (بوب كيليان) ومثله أيضاً (وليم مارشال). وفي نهاية مرحلة السبعينيات, ظهر الملاكم الأسطورة (محمد علي كلاي) مرة أخرى في فيلم (طريق الحرية) Freedom Road وذلك عام 1979 للمخرج (بان كادار) وشارك في البطولة (كريس كريستفرسون) وهو عن رواية (هوارد فاست). مرحلة الثمانينيات.. الأكشن كوميدي ظلت هوليوود تمارس سيطرتها على إنتاج الأفلام ذات التأثير الكبير على المشاهد, رغم التغييرات التي طرأت على المجتمع الأمريكي نتيجة النشاط المتزايد للجماعات السود المناهضة للتمييز العنصري, ونجاحها في مطالبها بتحسين صورة الزنجي على الشاشة, فعكست أفلام هوليوود, في هذه المرحلة الثقة التي نعم بها الزنوج والرغبة في التفرد. فأفلام السود والتي صنعها مخرجون وممثلون سود لم تعُد تسعى لاعتراف المشاهد الأبيض بحقوق السود, بل تعكس طموحات الزنوج عموماً. على أن أغلبية إنتاج هوليوود في مرحلة الثمانينيات تميزت بالطابع الكوميدي البوليسي, والتي صنع جُلها المخرجون البيض, والموجهة أساساً للمشاهد الأسود لاستقطابه, وكما قدم المخرج الأسود (أوسي ديفيز) فيلماً كوميدياً (هارلم) بطولة ممثل أسود موهوب (جود فراي كامبريدج) فكان أفضل كوميديا ظهرت في هوليوود وحقق إيرادات كبيرة وخيالية, كذلك قدم الممثل الأسود الشهير (سيدني بواييه) كمخرج فيلم (هانكي بانكي) Hanky Panky عام 1980 في إطار كوميدي خفيف ملئ بالمطاردات والمقالب الضاحكة بدون أي عمق فكري. في هذه المرحلة فكرت هوليوود في صنع نجم أسود لأداء أدوار كوميدية في قالب بوليسي تضع له خصيصاً, فوقع اختيار المخرج (وولترهيل) في عام 1982 على الممثل الموهوب الأسود (إيدي ميرفي) Eddie Murphy للقيام ببطولة فيلم (48 ساعة) أمام الممثل (نيك نولتي) في جو كوميدي مثير عن شرطي عنيف (نولتي) يساوم سجينه صاحب الروح المرحة الأسود (ميرفي) على الاشتراك في مطاردة زملائه.. وبعد ذلك بعام كامل - 1983 - أُسند إلى (ميرفي) بطولة فيلم (أماكن للتجارة) للمخرج (جون لانديس) في مقابل دوره في ذلك الفيلم - (أماكن للتجارة) - توّجه النقاد كأفضل ممثل كوميدي في الثمانينيات, ونال جائزة الكرة الذهبية. بعد ذلك نجحت هوليوود في أن تجعل (ميرفي) أكثر شعبية وبريقاً في عالم الكوميديا بفضل الدور الذي صنع له وتألق فيه عام 1984 وهو فيلم (شرطي بيفرلي هيلز) للمخرج مارتن برست وعن صورة الرجل الأسود التي يؤديها الشهير سبايك لي: (إن ميرفي مقبول من الجميع ولكنه لا يقول شيئاً عن قضايا السود, ليس له موقف ضد شيء أو مع شيء, فهو يُعد جزءاً من الأكذوبة التي تروجها هوليوود) كما قالت عنه الممثلة السوداء (ووبي جولدبرج) - الأكثر شهرة في عالم الممثلات السود - (ما حدث لإيدي ميرفي) في شرطي بيفرلي هيلز أنه يتم أخذ النجم الأسود خارج مجتمع السود, ليصنع منه أكليشيه أكثر براعة, لكن بعد ذلك من سيصنع تاريخه?) ثم تستطرد قائلة (لكن هنا العديد من السود. يتسائلون عن المواطن الأسود الذي يشبه الأبيض?). وفي منتصف الثمانينيات كان ظهور نجوم سود جدد تألقوا ونالوا حظاً وافراً من الشهرة, ومازال الكثير منهم حتى الآن يبدعون ويتربعون على عرش النجومية ومن هؤلاء (لويس جوسيت) ظهر في فيلم (ضابط وجنتلمان) An Officer A Gentlemen للمخرج (تايلور هاكفور) إنتاج 1981 وقد حصل (جوسيت) عن دوره على جائزة أحسن ممثل مساعد لأوسكار 1982, وقام ببطولته (ريتشارد جير) مع (ديبرا ونجر) ثم توالت أعماله في أفلام (الفك المفترس) - جزء ثالث عام 1983 (ودهاء الأعداء) للمخرج (وولفانج بيترسون) عام 1985 ظهر أيضاً في عام 1982 الممثل الأسود (فورست وايتكر) Forest Whitaker في أول أفلامه (تاج: لعبة الاغتيالات) للمخرج (نيك كاستل), وفي عام 1985 في (مشهد على الساحل) للمخرج (هارولد بيكر) وفي عام 1987 (صباح الخير يا فيتنام) للمخرج (باري ليفنسون) Barry Levinson وفي عام 1988 (جوني الوسيم) وشاركه البطولة ممثل أسود أصبح شهيراً في سينما التسعينيات وهو (مورجان فريمان) وأخرجه (وولتر هيل) وفيلم (المدينة السفلى) في نهاية الثمانينيات 1989 للمخرج الأمريكي الكبير (ريتشارد بنجامين). وفي عام 1983 ظهر المغني الأسطورة المعاصر (مايكل جاكسون) في فيلم (ثريللر) Thriller للمخرج (جون لانديس) وقد استغلت هوليوود ظاهرة جاكسون في عالم الغناء لاستثمارها كما فعلت من قبل. الرقص بالأحلام, بالكوابيس والأشباح, وجثث ساكني القبور عندما تنهض التوابيت, وبنفس القيمة التوليفة الاستعراضية ظهر (مايكل جاكسون) في نهاية الثمانينيات في ثاني أفلامه (مدينة القمر). وفي عام 1985 ظهرت المطربة الشهيرة السوداء (تينا تيرنر) في فيلم (ماكس المجنون وقبة الرعد). وفي عام 1985 أيضاً كان ظهور أشهر ممثلة سوداء في عالم السينما منذ الثمانينيات وحتى الآن وهي الكوميدية العبقرية اللامعة (ووبي جولد برج) Whoopi Goldberg وكانت البداية قوية مع فيلم (اللون القرمزي) للمخرج (ستيفن سبلبرج) عن رواية (أليس والكر, Alice Walker الحائز على جائزة بوليتزر وفي عام 1986 قدمت ووبي أجمل أفلامها الكوميدية الساخرة بعنوان (مصيدة الجواسيس) وعنوانه الأصلي Jumpin Jack Flash إخراج (بيتي مارشال), وتوالت أعمال (ووبي) فقدمت عام 1987 فيلم بعنوان (اللصة الجريئة) Burglar إخراج (هوج ويلسون). وفي عام 1988 قامت ببطولة فيلم (الجمال المميت) Fatal Beauty وفي عام 1990 قامت ببطولة أهم أفلامها الكوميدية المليئة بالإثارة والحركة بعنوان (الشبح) للمخرج (جيري زوكير) والذي نالت عن دورها فيه بجائزة أوسكار عام 1991 كأفضل ممثلة مساعدة. وقد حفلت حقبة الثمانينيات بظهور العديد من النجوم السود الذين أثبتوا مقدرة فائقة في عالم السينما التي تهم السود من هؤلاء (داني جلوفر) Danny Glever الذي قام بالاشتراك في بطولة سلسلة أفلام (السلاح الفتاك) Lethal Weapon التي أخرجها (ريتشارد دونر) في ثلاثة أجزاء, كذلك عمل (داني جلوفر) في بعض أفلام مخرجي الموجة الجديدة السوداء في بداية التسعينيات, وذلك في فيلم (النوم بغضب) Sleep Whithe Anger عام 1990 للمخرج (تشارلز برنت) Charles Burnett, وفي عام 1992 (الطيران المعتدي) إخراج (جون ميلوس) وفي عام 1994 (جراند كانيون) Gtand Canyon للمخرج (لورانس كاسران) وفي عام 1987 أخرج (ريتشارد أتنبورو) فيلم (صرخة الحرية) - إنتاج إنجليزي - للنجم الأسود (دينزل واشنطن) Denzel Washington فتألق في شخصية (ستيفن بيكو) المناضل الأسود, ومع فيلمه الثاني في عام 1989 (المجد) حصل (دينزل واشنطن) على جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عام 1990 عن دوره في الفيلم. وقدم بعد ذلك عدة أفلام أهمها (مالكوم اكس) عام 1992 للمخرج الأشهر في سينما البلاك الجديد (سبايك لي) Spike Lee. وظهر عام 1997 في أحدث أفلامه (ملاك الحب) من إخراج (بيني مارشال) مع المطربة السوداء (وبتني هيوستون) وتعد من أشهر المطربات في عالم الغناء حالياً وقد ظهرت من قبل عام 1993 مع الممثل (كيفن كوستنر) في فيلم (الحارس الخاص) الذي حقق نجاحاً كبيراً عن عرضه. مرحلة التسعينيات.. العصر الذهبي ومنذ نهاية الثمانينيات, بدأت تبرز في السينما الأمريكية جماعة جديدة من النخبة الثقافية السوداء, عملت على إعادة طرح الكثير من الآراء والتصورات حول علاقة السينما كوسيلة تعبير أيديولوجية, كجزء من البناء الطبقي للمجتمع, ومدى تأثيرها سياسياً على الجمهور الواسع في مختلف بلدان العالم بحكم كونها مؤثرة جماهيرياً, وواسعة الانتشار, إذ يصبح بالإمكان توجيه الوعي الإنساني نحو التفكير في أمور تبعد الإنسان عن واقعه ومن الأمثلة على ذلك ما قدمته هوليوود ومازالت من خلال مخرجيها وبواسطة أبواق الدعاية التي صنعتها وذلك في أفلام جاريد رخيصة مثل: (ايدي ميرفي) في أفلام (الطفل الذهبي) 1986, (قادم إلى أمريكا) 1988 (المشاغب) و(مصاص الدماء في بروكلين) 1995 والممثل (داني جلوفر) في (السلاح الفتاك) ثلاثة أجزاء 87 - 1993 و(عطر قلعة واشنطن) 1994, (الطيران الغاشم) 1992 و(جراند كانيون) 1992. وخليفة (سيدني بواتييه), (دينزل واشنطن) في أفلام (ارتداد القذيفة) عام 1992 (قضية باليكان) 93 (شجاعة تحت النيران) 96 (الشيطان في ملابس زرقاء) 97 (براعة فنية) 97 (ملاك الحب) 97. والممثل البارع (مورجان فريمان) في أفلام (جوني الوسيم) 88 (روبين هود - أمير اللصوص) 91 (المطاردة) 96 (سبعة) 95 (الخلاص من شاوشانك) 95. ونجم الأكشن في التسعينيات (ويسلي سناييس) في أفلام: (الشمس الساطعة) 93 مع سين كونري (الرجل المدمر) مع ستالوني (المسافر 57) 93 (المنطقة الخطرة) 94 (قطار الأموال) 95 (جريمة في البيت الأبيض) 97. ونجم التسعينيات (دامون وايانز) في أفلام (آخر فتى كشاف) 1992 مع (بروسي ويلز) (ضد القتل) 95 مع (آدام سلندر) (كبرياء سيلتي) مع (وان أكرويد) 1996. والنجم الجديد (كينين ايفوري وايانز) في فيلم (الرجل المجهول) 1996 مع (ستيفن سيجال). وفي عام 1995 قام بإخراج وتمثيل فيلم (سقوط القانون - ياللعار القذر). ومن ثم كحتمية تاريخية كان لزاماً على النخبة الثقافية السينمائية السوداء أن تبرز وتشكل تجمعاً يعمل للحفاظ على هوية مجتمع السود في مواجهة الأيديولوجية التي تنتهجها هوليوود لطمس معالم قضايا ومشاكل الأفرو - أمريكين الحقيقية. فتكونت جماعة من السينمائيين السود, واتفقت فيما بينها على ضرورة أن تعرض قضايا السود الحقيقية بواسطة السود أنفسهم, فظهرت الموجة الجديدة لسينما البلاك والتي ضمت المخرجين السود (تشارلز برنت) Charles Burnett بأفلام (قاتل الأغنام) عام 82 و(النوم بغضب) عام 90 تمثيل (داني جلوفر.. مارس أليس) و(الدرع الزجاجي) عام 1994 تمثيل (آيس كيوب. إليوت جولد). والمخرج (سبايك لي) وهو الأشهر في عالم سينما البلاك وضمت الحركة الجديدة أيضاً كل من المخرجين (بيل ديوك) Bill Duke الذي أخرج فيلمه الأول عام 1991 (غضب في هارلم) Rage in Harlem عن رواية للكاتب (شيستر هيمس), والمخرج (جون سنجلتون) وقد أخرج أول أفلامه عام 1991 وهو في سن التاسعة عشرة باسم (فتيان الحي) تمثيل (آيس كيوب) وقد رشح عنه لجائزة الأوسكار عام 92 كأحسن ممثل مخرج, وأحسن سيناريو, والمخرج ماتي ريتش Matty Rich أصغر المخرجين السود عمراً - 19 عام - في عام 1991 أخرج أول أفلامه (الخروج المباشر من بروكلين) Straight out of Brooklyn. أيضاً ضمت الحركة الجديدة لسينما البلاك New black film makers المخرج روبرت تاونسند Rebort townsend بأفلام (تعديل هوليوود) عام 90 Holywood Shuffle وفيلم (منصات القلب الخمس) عام 92 The five heart beats, والمخرج ماريو فان بيبلز Mario Van Pebbles, وفيلمه عام 90 بعنوان (مدينة نيوجاك) وقام بعد ذلك بتمثيل فيلم (هاي لاندر) ج3 عام 95 والمخرج (تشارلز لان) Charles Lan وفيلمه عام 1991 بعنوان (الهوية الحقيقية) True ldentity من تمثيله أيضاً مع الممثل المخضرم الأسود (جيمس ايرل جونس) نجم السبعينيات والمخرجة السوداء (جولي داش) Julie Dash وفيلمها عام 1991 (بنات من تراب). وعن المكانة التي حققتها الحركة الجديدة لسينما البلاك والمصاعب التي تواجههم قال المخرج ماتي ريتش: (إن هوليوود لا تريد أن ترانا كمجموعة كثيري العدد - لأن النظام فيها لم يوضع لكي نتوصد معاً ونشكل فيه قوة - ولابد أيضاً من الاعتراف بأن هوليوود, لا تتيح نظاماً واحداً لقواعد الإنتاج الضخم تجاه المخرجين السود, فالمصاعب التي تواجهنا, تأتي من العنصرية المؤسساتية التي تمارس دورها في منع رؤوس الأموال السوداء من المساهمة بأكثر من سقف مادي معين). وقال المخرج سبايك لي: (إن العاملين بالسينما الأمريكية سوف يتركوا لنا الباب مفتوحاً, طالما أن أفلامنا مطلوبة وناجحة لذا فإننا نمر بمرحلة هامة وحرجة, حيث إن السينما السوداء مازالت تخطو خطواتها الأولى ولهذا فإن المسؤولية كبيرة ومشتركة, فإذا أخطأ أحد المخرجين, فإن الجميع سوف يدفع الثمن).
المصادر: 1 - مجلة ستوديو Studio عدد مايو 1991. 2 - مجلة بريمير Premiere عدد سبتمبر 1992. 33 - مجلة بريمير Premiere عدد أبريل 1996. 4 - مجلة سايت اندساوند Sight and saund أبريل 1994. 5 - كتالوج مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثامن عشر (1994).