الخميس، 15 أكتوبر 2009

سوزان ساراندون.. راهبة هوليوود


سوزان ساراندون.. راهبة هوليوود

مازالت سوزان ساراندون Susan Sarandon رغم تخطيها الستين من العمر
ـ مواليد نيويورك في 4 أكتوبر 1946 ـ تتمتع بأداء أحسن الأدوار.. التي يمكن أن
تقدمها هوليود، ومن هذه الأدوار دورها في فيلم «الميت الذي يمشى Dead man walking» الراهبة «هيلين بيرجان» الذي نالت عنه جائزة الأوسكار عام 1996 كأحسن ممثلة متفوقة على
«شارون ستون» و«إيما طومسون»، و«ميريل ستريب»، و«إليزابيث شو» ودورها
في فيلم (الماضي) للمخرج الممثل جون تورتورو John Turturro والذي عرض في مهرجان كان السينمائي الدولي 1998.
عندما خاطبت سوزان ساراندون الأخت الراهبة هيلين بيرجان Helen perjean في موضوع إخراج قصة حياتها للشاشة الفضية ـ لم تكن تلك الراهبة التي تعيش في ولاية (لويزيانا) الأمريكية تعرف نفسها على حقيقتها ـ فإن الأخت هيلين المعادية لعقوبة الإعدام قد تلقت تحذيرات بألا تبيع قصتها لهوليود.. ومن أجل هذا استأجرت فيلم «ثيلما ولويز Thelma & Louise» لكي ترى كيف تبدو صورة سوزان ساراندون في هذا الفيلم قبل أن توافق. وقالت الأخت هيلين: «عندما كنت أشاهد الفيلم، كنت أرى أن سوزان تشبه شخصية جينا دافيز Geena Davis وظللت أقول: يا إلهي قطعاً إنها تستطيع القيام بدوري. فلقد كان لدى شك، ثم استرحت عندما جاءت سوزان إلى المطعم لمقابلتي.. وقلت الحمد لله إنها تشبه شخصية لويز».
مذكرات الأخت هيلين «الميت الذي يمشى» هي قصة علاقتها المشحونة بالانفعالات والأحاسيس مع ضحايا قائمة الإعدام.. وعائلاتهم، ومع أسر ضحاياهم، وسوزان ساراندون التي نشأت كاثوليكية، دعت الأخت هيلين إلى نيويورك للإقامة معها.. وعندما تذهب الراهبة هيلين إلى نيويورك بعد ذلك فإنها تقيم عندها.
ولقد أقنعت سوزان المخرج الممثل تيم روبنز Tim Robbins ليكتب ويخرج قصة الأخت هيلين.. ولقد مزج تيم روبنز بين شخصية الضحيتين في شخصية واحدة، ومنح الدور للممثل سين بن Sean Penn.
لابد أنها كانت رحلة طويلة قامت بها سوزان إلى دير الراهبات، والتي صنعت منها نجمة في سماء هوليود بعد حصولها على جائزة الأوسكار عن دورها في الفيلم، والتي رشحت لها خمس مرات من قبل ولم تحظ بها إلا عن دور الأخت هيلين بيرجان في (الميت الذي يمشى). لقد قامت سوزان بأول أدوارها الرئيسية البارزة في فيلم «عرض الرعب في روكى The Rocky Horror Picture Show» عام 1975، وقد قامت بغناء أغنية خليعة في الفيلم، تقول كلماتها: (المسني.. المسني أنني أريد أن أكون قذرة).
وفى أوائل الثمانينات لعبت أدواراً لنساء شابات يرغبن في الصعود للقمة مثل دورها في فيلم «الجانب الآخر من منتصف الليل The Other Side of Midnight» للمخرج شارلز جاروت عام 1977، وعرض في مصر باسم (الرغبة المدمرة)، ودورها كامرأة ساقطة وأم في نفس الوقت لطفل في فيلم «الطفلة الجميلة Pretty Baby» عام 1978، ثم قامت بدور موزعة أوراق اللعب (الكوتشينة) بإحدى صالات القمار في فيلم «أتلانتك سيتى Atlantic City» عام 1980 والذي تم ترشيحها للأوسكار عن دورها فيه لأول مرة في حياتها السينمائية ولم تحظ بالجائزة. وعندما بلغت سن الأربعين ـ وهى السن التي تبدأ فيها كثير من الممثلات التفكير في الأدوار بالمسلسلات التليفزيونية ـ بدأت سوزان تصعد إلى قمة عملها الفني بأداء دور بارز في فيلم «ساحرات ايستويك The Witches of Eastwick» عام 1987 للمخرج جورج ميللر، وفى عام 1988 تحركت قليلاً وانزلقت من خلال فيلم «ثور دورهام Bull Durham» للمخرج رون شيلتون Ron Shelton الذي لعبت فيه دور امرأة تدعى آني سافوى تقع في الحب بين رجلين أحدهما كيفين كوستنر والثاني تيم روبنز ولم يحقق لها الدور
المكانة التي تستحقها.انطلقت سوزان ثانياً لأعلى في عام 1991 مع فيلم «ثليما ولويز» للمخرج ريدلى سكوت وتم ترشيحها ثانية لنيل جائزة الأوسكار، ولكنها ذهبت بعيداً عنها، ولقد لعبت سوزان دور لويز العاملة في مقهى والتي تقرر الانطلاق مع ثيلما في نهاية الأسبوع هرباً من روتين حياتهما اليومية، وأثناء رحلتهما تبرز العلاقات بين الرجال والنساء.. وتتكشف الصورة الحقيقية للرجل الأمريكي العادي. كما لعبت سوزان دور امرأة كبيرة السن والأخت الكبرى للشاب جيمس سبايدر James Spader في فيلم «القصر الأبيض White Palace عام 1990 وأثبتت أن الأمومة والجاذبية الجنسية ليست أشياء منفصلة عن بعضها البعض.. حيث كانت منحازة تماماً لغريزة الأمومة في فيلم «زيت لورنزو Lorenzoصs Oil» عام 1992 للمخرج جورج ميللر George Miller وشاركها بطولته النجم نيك نولتى Nick Nolte وتم ترشيحها لجائزة الأوسكار للمرة الثالثة عن دورها في الفيلم، ولم يحالفها الحظ في الحصول عليها. وفى عام 1994 قدمت فيلمها «العميل The Client» للمخرج جويل شوماخر مع الممثل تومى لى جونز
Tommy Lee
Jones وقد لعبت سوزان دور محامية أم تتدخل لإنقاذ أسرة من المخاطر التي تحيط بها. وتم ترشيحها كأحسن ممثلة لدورها للحصول على جائزة الأوسكار. ولم يكن الحظ بجانبها للمرة الرابعة.ثم قدمت دوراً بسيطاً في فيلم «نساء صغيرات» عام 1994، ولكن دورها في فيلم «الميت الذى يمشى»عن الأخت (هيلين) الراهبة.. كان يمثل تحدياً جديداً لـ سوزان ساراندون لأن الطيبة في الأفلام تصبح مرادفة أو ملازمة للملل.. ولقد ابتعدت سوزان عن الأداء العاطفي والتظاهر بالتقوى. ولم تنس أبداً أنها راهبة، ولكن من دون رداء الراهبات وإن وجهها خالٍ من الماكياج، ولهذا فإنها أدت دور الأخت (هيلين) بطريقة السهل الممتنع وتم ترشيحها لجائزة الأوسكار للمرة الخامسة كأحسن ممثلة لعام 1996 وفعلاً حصلت عليها في تلك المرة وعن جدارة.ومازالت سوزان ساراندون فاتنة إلى اليوم رغم تخطيها الخمسين من العمر ولقد زاد دخلها إلى الملايين. وهى كأم ترتدي «سويتر مخططاً وكولون أسود»..عن الإيمان
وتتحدث سوزان ساراندون عن إيمانها في الحياة فتقول: «عندما تحاول أن تفعل الصواب، دائماً وتبذل قصارى جهدك فإن الله يكون معك، وتتوافر لديك القوة والدفعة الربانية التي تحتاجها لتعبر الأزمة.. ولا يمكن أن تمنح تذكرة مجانية لدخول الجنة، ولابد أن تفعل ما يجب عليك
أن تفعله، وإذا كان من المفروض عليك أن تكون بجوار رجل يُحتمل إعدامه في خلال أسبوع لتساعده على أن يتوب وأن يتحمل مسئولية عمله قبل رحيله عن الدنيا، أو الانتقال الذي نطلق عليه لقب الموت، فكيف يمكنك أن تبقى دون أن تساعده؟ إنها قصة حب على أساس راق، ولم أر مثلها من قبل سوى في فيلم الميت الذي يمشى».وعن عنصر التوتر الجنسي بين شخصيات فيلم «الميت الذي يمشى» والتي تم خلقها في الفيلم ولم تكن موجودة في القصة الحقيقية بكتاب الأخت (هيلين) والذي اعتمد عليه الفيلم. قالت ساراندون:«لقد شعرنا أنه لابد من وجود هذه العلاقات، وهذا التوتر ولكنه توتر العلاقة الودودة الحميمة، فلدينا المرآة التي يمكن أنها لم تكن أبداً ودوداً مع أي رجل من قبل، وهذا الرجل الذي يقول إنه لم يحب أحداً أو شيئاً من قبل، ولقد وجدا نفسيهما معاً في آخر الأسبوع من حياته ـ ولقد أعدموا شخصاً بالفعل في الأسبوع الذي كنا نصور فيه مشاهد الفيلم في سجن (أنجولا) خارج نيوأورليانز.. ولقد ذهبنا لحضور صلوات المساء قبل الإعدام.. ولقد رحب بنا مأمور السجن والحراس ـ ولكنه من الغريب جداً وفعلاً أن تكون جزءاً من جريمة قتل متعمدة.. ومهما فكرت في الأمر من زاوية أن المتهم مذنب وأنه يستحق العقوبة.. أو أي شيء آخر فإنه سيظل شيئاً غريباً أن يبدأ العد التنازلي لقتل رجل بمنتهى البرود والهدوء».وعن أفلامها الأولى والتي ظهرت فيها سوزان ساراندون كفتاة مطيعة قالت: «كل الناس يريدون منى أن أظهر كفتاة ساذجة.. ولكن لم تكن هناك أدوار مركبة للفتاة الساذجة المعقدة التي تتعرض للمشاكل.. وقد حدث أن شاهدت ابنتي أول خمس دقائق من فيلم «جو Joe» الذي ظهرت فيه لأول مرة على الشاشة عام 1970 ولقد ظلت ابنتي سعيدة بي.. وظريفة معي لمدة ست ساعات لأنني كنت فتاة صغيرة في الفيلم ودوري غير مؤثر، ولقد وقعت في كثير من الأخطاء في التمثيل، والخيار لك، إما أن تدمر نفسياً، أو تتحدث عن أخطائك وتصلحها».وعن نوعية الاختيارات التي مرت بها سوزان في حياتها قالت: «لقد كنت دائماً أهتم بالسياسة.. فقد حدث أن اعتقلت في المدرسة الثانوية بسبب الاشتراك في مظاهرات ضد حرب فيتنام.. ومظاهرات الحقوق المدنية.. وعندما كنت طفلة كنت أجعل كل عروس تتبادل ملابسها مع العرائس الأخرى حتى لا تكون واحدة منهن تحتكر ارتداء الملابس الجميلة دون الأخريات.. وفيما يخص شروطي لاختيار أدواري فإنني كنت أبحث عن أدوار لفتاة في العشرينيات من عمرها بشرط أن تكون أدواراً مركبة.. ولم تكن أدوار مثل هذه كثيرة ولابد أن الممثلة الشابة وينونا رايدر Winona Ryder الآن لديها الفرصة أكثر لتختار أدوارها.. أكثر مما كان متاحاً لى وأنا في نفس عمرها وإنني أرى نفسي ممثلة شخصيات، وأنني أقوم بالأدوار الصعبة الأداء أو التي ترفضها الأخريات.. وكان ذلك شيئاً جديداً لأنني كنت أبلور شخصيتي.. ولم يكن من الممكن أن أقوم بهذين العملين في أن واحد ولقد سافرت كثيراً.. ولو كان الطلب على كثيراً لما استطعت أن أتمتع بمباهج الحياة.. وأقوم بكل شيء مع بقائي على قيد الحياة ولقد خلق الشباب من أجل هذا.. وإنني أحس بمشاعر الممثلين والممثلات الذين يحظون بشهرة جماهيرية كبيرة مبكرة.. ولقد عملت مدة كافية لأتعلم مهنتي.. لكي أدرك حقيقة نفسي.. والتي جذبتني للتمثيل في المقام الأول.. وإنك لا تستطيع أن تقاوم رغبتك في التقمص أبداً وأن الشيء الأكثر إحباطاً من الرغبة في التمثيل هو الرغبة في الأمومة.. وذلك لأنك عندما تصبح بارعاً كأم.. فإنك ترى أطفالك قد كبروا ويصيحون معتقدين أنك لم تعد ظريفاً على الإطلاق».
تحت الجلد
وعن فيلم «عرض الرعب في روكى» والذي تضمن مشاهد وحوارات جنسية لسوزان قالت: «لقد أثر هذا الفيلم في كثير من الشباب عند مشاهدته.. لأن فكرة أن تتوقف عن أن تحلم بفعل الأشياء.. وأن تبدأ في الفعل ببساطة فهذا يزيل الغموض الجنسي.. وأعتقد أن ذلك شيء عظيم.. ومما جعلني أرحب بهذا الفيلم أنه كان فرصة لأسخر من كل مرة ألعب فيها دور الفتاة الساذجة.. وأنت تعرف أن تحت جلد كل فتاة ساذجة حلوة توجد عاهرة.. وفى الحقيقة أحببت الفكرة».وعن قيام سوزان ساراندون بدور الأم القوية في أفلامها الأخيرة قالت: «إنه من المثير للاهتمام أن هذه الشخصيات تفهم أنها قوية وعنيفة جداً.. ولكن عند القيام بهذه الأدوار أحس أنني على حافة الهاوية.. ولم يكن لدى الإحساس بأنني بطلة.. والذي يثير اهتمامي أكثر هم الناس العاديين الذين يُدفعون ضد الحائط وفجأة يجدون أنفسهم يقومون بأفعال فوق العادة.. ولكن بتضحية عظيمة وبالنسبة لى هذا يختلف عن أدوار أرنولد شوارزنجر أو ميل جيبسون وغيرهم من الأبطال الرجال.. وحتى دوري في فيلم«ثيلما ولويز» فإن عواقب ضرب أحد الناس بالرصاص هو ما جعل هذا الفيلم مختلفاً ولكن هؤلاء الرجال عندما يطلقون الرصاص على أحد الناس فإنهم لا يبدون القلق عما فعلوا».
وعن دور الأخت (هيلين) في طفولتها والتي لعبته ابنة سوزان ساراندون في فيلم «الميت الذي يمشى» والذي بدت فيه أثر التنشئة في بيت يضم أماً هي فنانة عظيمة مثلما أصبحت أماً عظيمة أيضاً تحدثت سوزان ساراندون قائلة: «لقد رأت ابنتي أن تشاركنا العمل.. ولم نعقد عليها الآمال ولكنها كانت جيدة.. وتركز في عملها.. وإظهار عاطفتها.. وأذهلت الجميع بأدائها.. وكانت فخوراً بنفسها.. ولقد أبعدت عنها جميع العروض التي قدمت لها بعد هذا الفيلم.. فمن الصعب التوفيق بين مواعيد عملي ومواعيد عملها.. ولقد رتبت لها أن تذهب للمدرسة أفضل لمستقبلها كما قمت بتنشئتها بحيث لا تقع في مأزق الطفولة المشهورة أو أية مشاكل بخصوص عملها في مجال الشهرة.. لأنك تريد لابنتك أن تكون قوية وليس مجرد فتاة غبية في الحادية عشرة من عمرها.. وهى السن التي لا تعلم فيه الفتيات ما يردن بالضبط.. أما الأولاد فإنهم يبدأون في أن يكونوا ظرفاء.. ويلعبون الرياضة.. ويتعلمون كيف يصبحون رجالاً ويصبحون أقوياء.. ولابد أن تعلمهم كيف يتحاورون بالكلمات بدلاً من المشاجرات.. ويجب أن تعلم أولادك كيف يرفعون أطباقهم من على المائدة بعد الغداء.. لأنك لن تكون موجوداً لهم للأبد.. إنهم يظنون أنني سأبقى للأبد.. وهذا هو الخوف الذي ينتابك عندما تصبح لديك أطفال في وقت متأخر من العمر. إنك تتمنى أن تعيش فترة كافية من الحياة لتعلمهم كل شيء».
مجلة سطور يناير 2002 بقلم : على نبوي عبد العزيز

شارون ستون الايقونة


شارون ستون sharon stone
نجمة فيلم (غريزة أساسية)
والتي تبلغ من العمر أربعين عاماً, تبدي بوضوح سرورها عن المكانة التي حققتها كرمز للجنس بقولها (إن الشيء الأكثر حرارة منذ مارلين مونرو).وفي فيلم شيطاني - diabolique تقول: لا يمكنك أن تتراجع إلى الخلف لو أمكن التقدم إلى الأمام, (إنها عاشقة هوليود وقنبلتها الموقوتة.

ولدت شارون ستون في ولاية بنسلفانيا القديمة, التي تعد إحدى الولايات المؤسسة للولايات المتحدة الأمريكية وهي الولاية التي أنشئت بواسطة طائفة (الكويكرز) المتدينة, والتي تحمل مدنها أسماء مثل (المدينة العذراء) ومدينة (صائد الزنوج) وفي مدينة مثل (مورويس فيل) تحتاج النساء إلى تصريح لاستخدام أدوات التجميل (وهذا حقيقي في الواقع) ولكن العجائب تحدث في الغابات بالقرب من شلالات (بيفر) على بعد عشرة أميال من مدينة (بيتسبرج).
ولدت شارون ستون في ميدفيل كمواطنة من مقاطعة (كي ستون) في 10 مارس 1958 وعلى الرغم من أن لوس أنجلوس قد أصبحت وطناً لها منذ وقت بعيد.. بعيد جداً, فإن بلدها الأصلي ما زال فخوراً بها.
ولكي نكون منصفين فإن شارون ستون الناطقة بالأشعار, والتراتيل الدينية المقدسة, تعبر عن وجهة نظر (فلسفية) وخاصة أفكار ونظريات العالم النفسي السويد كارل يونج وتتكلم عن كيفية تفاعل العقل الباطني وسرعة ردود الأفعال, وما يشبه ذلك من الأحاديث عندما عرض أحدث أفلامها شيطاني فإن والديها قدما لزيارتها فجأة لكن ابنتهم شارون لم تعد تلك الفتاة الصغيرة, ولا تعمل بصفة يومية بجوار الحي الذي يسكنونه ووالداها فخوران بها, ويقول والدها (إنني أفتخر بابنتي شارون).
الرحلة الشاقة
ورحلة شارون ستون من الطفولة الفقيرة إلى عالم السينما حيث الثراء والشهرة والنجومية, تبدأ حين كانت في السادسة عشرة من عمرها, حين أشركها أحد أساتذتها في دور مسرحي صغير, وعمل على تحسين لكنتها البنسلفانية بإعطائها دروساً في الإلقاء المسرحي.
ثم اشتركت بعد ذلك في مسابقة للجمال, وحصلت على الجائزة التي كانت عبارة عن منحة دراسية, اعتبرها أملاً في تحقيق طموحاتها, ولكنها في حقيقة الأمر كانت عبئاً مالياً في آن واحد, لكون عائلتها فقيرة, لا تقوى على تحمل مصاريفها.
فهي تنتمي لجد من جهة الأم كان يعمل عاملاً في مصنع لصهر الحديد والصلب, وجد من جهة الوالد كان عاملاً في أحد حقول البترول, وقد مات في حادث انفجار بأحد حقول البترول ووالد شارون كان يعمل في بنسلفانيا بأحد المصانع كعامل بسيط.
ولكي تتمسك بالمنحة الدراسية, ولا تجعلها تفلت من بين يديها عملت في عدة أعمال بسيطة, لكي توفر لنفسها سبل العيش والإنفاق, فعملت كبائعة للبيتزا والهامبورجر في أحد مطاعم التيك أوي.. وخلافه).
بعد ذلك عملت كعارضة أزياء لأحد بيوت الأزياء, هيلين فورد في نيويورك وقادها طموحها للتمثيل بعد ذلك لأحد مكاتب تشغيل الفنانين - ريجيسير - فرأها المخرج وودي آلن وأسند لها دوراً صغيراً في فيلم (ذكريات ستاردست) عام 1980 ثم ظهرت في دون أكبر البطولة الثانية في فيلم (كنوز الملك سليمان) أمام الممثل ريتشارد شامبرلين وذلك عام 1983 وفي عام 1992 تم تدشينها كملكة تتربع على عرش مملكة الجنس والإغراء مع الفيلم الذي أثيرت حوله العديد من المشاكل الرقابية التي أدت إلى منع عرضه في كثير من بلدان العالم, وهو فيلم غريزة أساسية للمخرج الهولندي بول فيرهوفن الذي أشرك ستون من قبل في فيلمه المليء بالمغامرات والإثارة (الاستعداء) عام 1986 وهو من نوعية أفلام الخيال العلمي, وقد عرض بدون أن تلفت شارون ستون الأنظار, حتى كان فيلم (غريزة أساسية) ثم صعدت ستون في رحلتها السينمائية قمة النجومية وعملت بعد ذلك مع سلفستر ستالوني في فيلم (المتخصص) عام 93 للمخرج لوي يلوزا وفي عام 1994 (الرقصة الأخيرة).
طاقات أنثوية
ومن الواضح أن شارون ستون تحلم برد فعل فيلمها الأحدث شيطاني, والذي تتجلى فيه انفعالاتها المثيرة, وقدرتها الخارقة, على إبراز القدرة الكامنة في أي رجل, خصوصاً عندما تبدأ في الحديث بجرأة شديدة, وبلا شك فإن أحد هؤلاء الرجال هو المخرج جيرمايه تشيشك الذي لم ير فقط إخفاق فيلمه - محبوبه الشيطاني - في تحقيق إيرادات من شباك التذاكر, ولكنه رأى أيضاً نجمته شارون ستون تتبرأ من موضوعه, هذا حدث بالرغم من كونها نجمة هامة ومشهورة.
وفيلم شيطاني يتحدث عن قصة انتقام مروع يحدث في الماء, وهو انتقام جاء رداً على الخيانة الزوجية, عن ذلك تحدث المخرج جيرمياه تشيشك قائلاً: (أعتقد أن استخدام الماء في إغراق الزوج, من الأشياء الرمزية, لأن الماء من العناصر المكونة للأنثى وبالنسبة للرجل يمثل غرقه في الماء, غرقه في ملذاته, وعدم تحكمه في سلوكه الأخلاقي, واندماجه مع الجاذبية الجنسية للمرأة.
وبتؤدة ونبرة هادئة أضاف المخرج تشيشك قائلاً: (وهكذا فإن الطاقات الأنثوية تتفوق على الذكر الخائن), وفي الأفلام السينمائية لا يمكنك الحصول على فيلم به جريمة قتل جيدة, ولسوء الحظ في هوليود, معظم أفلام القتل والاغتيالات مأخوذة عن روايات كلاسيكية فيلمية صنعت في أوروبا, أي مجرد إعادة إحياء, لمادة فيلمية عظيمة لتعاد في قالب جديد, على أحدث صيحة للجمهور الأمريكي الذي لا يرى ولا يميز الفلكلور الأوروبي, كما أنه ليس باعاً في قراءة عناوين الأفلام.
وفيلم شيطاني يدور عن قصة راهبة سابقة تدعى (ميا) وعشيقة وقحة تدعى (نيكول) تتأمران لقتل عشيقهما المشترك (جاي باران) الذي يعمل ناظراً لمدرسة خاصة بالفتيان, والفيلم إعادة لفيلم كلاسيكي فرنسي أنتج عام 1955 بعنوان (الشياطين) وأخرجه هنري جورج كلوزو.
ويدور فيلم شيطاني النسخة الهوليودية حول مواقف ل - شارون ستون مع إيزابيل أدجاني الذين تحبان ناظر المدرسة الجلف قام بالدور شيزر بالمنتيري ويقول بوب أحد أهم أصدقاء شارون المقربين (إن سألت شارون عن هذا الوغد, الذي يحظى بزوج من الجميلات مثل ستون وأدجاني, فكيف يمكن للمرء أن يكون له مثل هاتين الجميلتين في آن) فضحكت شارون وقالت: (لا بد أن تدفع ملايين الدولارات).
إن شارون ستون التي تقوم بدور إلهة الجنس والوحش المفترس في فيلم (غريزة أساسية) والذي حق نجاحاً كبيراً وتقاضت أجراً بلغ 6 ملايين دولار بعد أن كان أجرها 250 ألف دولار عن فيلمها الاستدعاء الذي مثلته أمام إرنولد شولرزنيج, ظهرت بعد ذلك كضحية في فيلم (سيلفر) للمخرجة فيليب نويس وفيلم نقطة التقاطع للمخرج مارك رايدل وكان مفاجأة الفيلم أن شارون ستون لعبت دور الزوجة المجروحة, بينما لعبت دور العشيقة التي تتأجج عواطفها الحسية الملتهبة ممثلة أخرى, وإخلاف الفيلم في تحقيق أي نجاحات, مرجعه ليس فقط لظهور ستون في دور لم يتوقعه الجمهور من نجمة الإثارة والجنس, بل أيضاً لأن الفيلم يعد نسخة هولودية جديدة من الفيلم الفرنسي أشياء للحياة) للمخرج كلود ستويه الذي أخرجه في الستينيات.
ثم حققت ستون النجاح في فيلم كازينو للمخرج مارتن سكورسيزي عام 1996 حيث صعدت أعلى السلم بخفة مر أخري, وصفق لها الجمهور, وأشاد بها النقاد وكان الفيلم بالنسبة لها اختباراً صعباً, نجحت فيه بدرجة جيدة.
في فيلم (شيطاني) تقوم ستون بدور نيلوك الضحية, فهل رفع هذا الدور من أسهمها في بورصة النجوم? هذا الأمر ما زال محلاً للمناقشة والاختلاف, فعن شخصية نيكول في فيلم شيطاني قال ستون إنني لا أنظر لها كضحية بل أعتقد أنها فتاة تعرضت لصدمات كثيرة في حياتها وكان من الممكن أن تصبح أفضل ولكن كل شيء كان يجري على وجه خاطىء معها).
وقد رفضت شارون ستون أن تظهر عارية للحظات حب قصيرة مع بالمنتيري الذي قام بدور ناظر مدرسة الأولاد الخاصة في فيلم شيطاني مما أحدث جفوة بينها وبين جيمس روبنسون رئيس شركة مورجان كريح للإنتاج.
ويزعم رئيس الشركة أن شارون ستون ملتزمة في العقد بأن تخلع ملابسها وقالت ستون لن أخلع ملابسي, لقد كان هذا مناسباً لأفلامي القديمة, ولكن في سني هذه وفي مكانتي تلك لن أحطم صورتي, وأنا الآن أقوم بالأدوار مقدرتي الخاصة في الأداء, وبنموي ونضجي الفكري والفلسفي.
ثم ساءت الأمور أكثر لصانعي الفيلم, لأن أرملة هنري جورج كلوزو مخرج الفيلم الفرنسي الأصلي هددت بأن تقاضي الشركة بادعاء فشل الشرك في شراء حق إنتاج القصة, وإعادة إنتاجها, ووقفت شارون ستون إلى جوار أرملة كلوزو قائلة: يجب أن تدفعوا لها) فتم الاتفاق على دفع 150 ألف دولار لأرملة لكوزو ثم بددز غرض الفيلم ولم يعد هناك مجال للحديث بين شارون ستون وبين المخرج تشيشك, ولم تقم ستون بأي دعاية للفيلم, وبالإمكان القول إنها قد تصرفت بطريقة الهواة, كما قالت في الفيلم, إن الفيلم الأصلي سيظل كلاسيكياً, وفيلمنا مثل كيس الفيشار).
ولكن المخرج جيرمياه تشيشك المهذب لا يرى نفس وجهة النظر تلك, ويرى أنها قصة تعد مثالاً رائعاً للدفاع عن حقوق المرأة) لقد جمعت بين شارون ستون وإيزابيل أدجاني لأوجد الكهرباء التي تتبع من ديناميكية هاتين المرأتين, وأقول بكل أمانة إنه لم ير أحد من قبل ثنائياً متجانسا مثل هذا الثنائي ومن الصعوبة بمكان وقد امتلكت شيئاً عظيماً مثلما حدث في فيلم (شيطاني) أن تمضي به إلى القمة.
ومن الأفلام التي قامت ببطولتها شارون ستون في الأعوام القليل الماضية المتخصص وشاركها البطولة فيه سليفستر ستالوني الملهي وشاركها بطولته روبرت دي نيور السريع والميت للمخرج سام ريمي وبطولة جيان هاكمان و(الرقصة الأخيرة للمخرج بروس بيرسفرد, وفيلم سسيلفر) الذي شاركها بطولته داستيتن هوفمانو وبدأ عرضه في أبريل 21998 وتأتي أهمية تلك الأفلام من أداء شارون ستون المتميز, والذي ابتعدت فيه عن أداء أدوار العري والجنس والإثارة الحسية.
وفي حديث لها أجري مؤخراً قالت (إنني أعتبر فيلمي (الرقصة الأخيرة) و(سيلفر) ومن قبلهما فيلم (الملهي) الميلاد الحقيقي لي كممثلة تقف بفخر واقتدار بجانب ممثلات في وزن جوليات روبرتس, ميريل ستريب, ديمي مور فتلك الأفلام بالتأكيد ستعمل على صنع صورة أخرى لي أكثر إشراقا وترسخاً في أذهان المشاهدين وبالضرورة ستمحو أيضاً صورتي السابقة فيما قدمته من قبل في أفلام احتوت على مشاهد جريئة لي صنعت مني رمزاً في عقول المشاهدين كنموذج للأنوثة الطاغية والجنس الصارخ, والتي ساعدت في صنعه وتصديره وتكريسه ماكينات هولويد الدعائية).
لننتظر الأيام القادمة, لنرى ونكشف مدى صدق ما أعلنته شارون ستون والتي ستجيب عن تساؤل يدور في العقول حالياً هل قامت شارون ستون قنبلة الجنس الموقوتة بنزع الفتيل?!!.
--------------------
! مجلة سطور مايو 1998 دراسة بقلم/ على نبوى عبد العزيز