الخميس، 15 أكتوبر 2009

شارون ستون الايقونة


شارون ستون sharon stone
نجمة فيلم (غريزة أساسية)
والتي تبلغ من العمر أربعين عاماً, تبدي بوضوح سرورها عن المكانة التي حققتها كرمز للجنس بقولها (إن الشيء الأكثر حرارة منذ مارلين مونرو).وفي فيلم شيطاني - diabolique تقول: لا يمكنك أن تتراجع إلى الخلف لو أمكن التقدم إلى الأمام, (إنها عاشقة هوليود وقنبلتها الموقوتة.

ولدت شارون ستون في ولاية بنسلفانيا القديمة, التي تعد إحدى الولايات المؤسسة للولايات المتحدة الأمريكية وهي الولاية التي أنشئت بواسطة طائفة (الكويكرز) المتدينة, والتي تحمل مدنها أسماء مثل (المدينة العذراء) ومدينة (صائد الزنوج) وفي مدينة مثل (مورويس فيل) تحتاج النساء إلى تصريح لاستخدام أدوات التجميل (وهذا حقيقي في الواقع) ولكن العجائب تحدث في الغابات بالقرب من شلالات (بيفر) على بعد عشرة أميال من مدينة (بيتسبرج).
ولدت شارون ستون في ميدفيل كمواطنة من مقاطعة (كي ستون) في 10 مارس 1958 وعلى الرغم من أن لوس أنجلوس قد أصبحت وطناً لها منذ وقت بعيد.. بعيد جداً, فإن بلدها الأصلي ما زال فخوراً بها.
ولكي نكون منصفين فإن شارون ستون الناطقة بالأشعار, والتراتيل الدينية المقدسة, تعبر عن وجهة نظر (فلسفية) وخاصة أفكار ونظريات العالم النفسي السويد كارل يونج وتتكلم عن كيفية تفاعل العقل الباطني وسرعة ردود الأفعال, وما يشبه ذلك من الأحاديث عندما عرض أحدث أفلامها شيطاني فإن والديها قدما لزيارتها فجأة لكن ابنتهم شارون لم تعد تلك الفتاة الصغيرة, ولا تعمل بصفة يومية بجوار الحي الذي يسكنونه ووالداها فخوران بها, ويقول والدها (إنني أفتخر بابنتي شارون).
الرحلة الشاقة
ورحلة شارون ستون من الطفولة الفقيرة إلى عالم السينما حيث الثراء والشهرة والنجومية, تبدأ حين كانت في السادسة عشرة من عمرها, حين أشركها أحد أساتذتها في دور مسرحي صغير, وعمل على تحسين لكنتها البنسلفانية بإعطائها دروساً في الإلقاء المسرحي.
ثم اشتركت بعد ذلك في مسابقة للجمال, وحصلت على الجائزة التي كانت عبارة عن منحة دراسية, اعتبرها أملاً في تحقيق طموحاتها, ولكنها في حقيقة الأمر كانت عبئاً مالياً في آن واحد, لكون عائلتها فقيرة, لا تقوى على تحمل مصاريفها.
فهي تنتمي لجد من جهة الأم كان يعمل عاملاً في مصنع لصهر الحديد والصلب, وجد من جهة الوالد كان عاملاً في أحد حقول البترول, وقد مات في حادث انفجار بأحد حقول البترول ووالد شارون كان يعمل في بنسلفانيا بأحد المصانع كعامل بسيط.
ولكي تتمسك بالمنحة الدراسية, ولا تجعلها تفلت من بين يديها عملت في عدة أعمال بسيطة, لكي توفر لنفسها سبل العيش والإنفاق, فعملت كبائعة للبيتزا والهامبورجر في أحد مطاعم التيك أوي.. وخلافه).
بعد ذلك عملت كعارضة أزياء لأحد بيوت الأزياء, هيلين فورد في نيويورك وقادها طموحها للتمثيل بعد ذلك لأحد مكاتب تشغيل الفنانين - ريجيسير - فرأها المخرج وودي آلن وأسند لها دوراً صغيراً في فيلم (ذكريات ستاردست) عام 1980 ثم ظهرت في دون أكبر البطولة الثانية في فيلم (كنوز الملك سليمان) أمام الممثل ريتشارد شامبرلين وذلك عام 1983 وفي عام 1992 تم تدشينها كملكة تتربع على عرش مملكة الجنس والإغراء مع الفيلم الذي أثيرت حوله العديد من المشاكل الرقابية التي أدت إلى منع عرضه في كثير من بلدان العالم, وهو فيلم غريزة أساسية للمخرج الهولندي بول فيرهوفن الذي أشرك ستون من قبل في فيلمه المليء بالمغامرات والإثارة (الاستعداء) عام 1986 وهو من نوعية أفلام الخيال العلمي, وقد عرض بدون أن تلفت شارون ستون الأنظار, حتى كان فيلم (غريزة أساسية) ثم صعدت ستون في رحلتها السينمائية قمة النجومية وعملت بعد ذلك مع سلفستر ستالوني في فيلم (المتخصص) عام 93 للمخرج لوي يلوزا وفي عام 1994 (الرقصة الأخيرة).
طاقات أنثوية
ومن الواضح أن شارون ستون تحلم برد فعل فيلمها الأحدث شيطاني, والذي تتجلى فيه انفعالاتها المثيرة, وقدرتها الخارقة, على إبراز القدرة الكامنة في أي رجل, خصوصاً عندما تبدأ في الحديث بجرأة شديدة, وبلا شك فإن أحد هؤلاء الرجال هو المخرج جيرمايه تشيشك الذي لم ير فقط إخفاق فيلمه - محبوبه الشيطاني - في تحقيق إيرادات من شباك التذاكر, ولكنه رأى أيضاً نجمته شارون ستون تتبرأ من موضوعه, هذا حدث بالرغم من كونها نجمة هامة ومشهورة.
وفيلم شيطاني يتحدث عن قصة انتقام مروع يحدث في الماء, وهو انتقام جاء رداً على الخيانة الزوجية, عن ذلك تحدث المخرج جيرمياه تشيشك قائلاً: (أعتقد أن استخدام الماء في إغراق الزوج, من الأشياء الرمزية, لأن الماء من العناصر المكونة للأنثى وبالنسبة للرجل يمثل غرقه في الماء, غرقه في ملذاته, وعدم تحكمه في سلوكه الأخلاقي, واندماجه مع الجاذبية الجنسية للمرأة.
وبتؤدة ونبرة هادئة أضاف المخرج تشيشك قائلاً: (وهكذا فإن الطاقات الأنثوية تتفوق على الذكر الخائن), وفي الأفلام السينمائية لا يمكنك الحصول على فيلم به جريمة قتل جيدة, ولسوء الحظ في هوليود, معظم أفلام القتل والاغتيالات مأخوذة عن روايات كلاسيكية فيلمية صنعت في أوروبا, أي مجرد إعادة إحياء, لمادة فيلمية عظيمة لتعاد في قالب جديد, على أحدث صيحة للجمهور الأمريكي الذي لا يرى ولا يميز الفلكلور الأوروبي, كما أنه ليس باعاً في قراءة عناوين الأفلام.
وفيلم شيطاني يدور عن قصة راهبة سابقة تدعى (ميا) وعشيقة وقحة تدعى (نيكول) تتأمران لقتل عشيقهما المشترك (جاي باران) الذي يعمل ناظراً لمدرسة خاصة بالفتيان, والفيلم إعادة لفيلم كلاسيكي فرنسي أنتج عام 1955 بعنوان (الشياطين) وأخرجه هنري جورج كلوزو.
ويدور فيلم شيطاني النسخة الهوليودية حول مواقف ل - شارون ستون مع إيزابيل أدجاني الذين تحبان ناظر المدرسة الجلف قام بالدور شيزر بالمنتيري ويقول بوب أحد أهم أصدقاء شارون المقربين (إن سألت شارون عن هذا الوغد, الذي يحظى بزوج من الجميلات مثل ستون وأدجاني, فكيف يمكن للمرء أن يكون له مثل هاتين الجميلتين في آن) فضحكت شارون وقالت: (لا بد أن تدفع ملايين الدولارات).
إن شارون ستون التي تقوم بدور إلهة الجنس والوحش المفترس في فيلم (غريزة أساسية) والذي حق نجاحاً كبيراً وتقاضت أجراً بلغ 6 ملايين دولار بعد أن كان أجرها 250 ألف دولار عن فيلمها الاستدعاء الذي مثلته أمام إرنولد شولرزنيج, ظهرت بعد ذلك كضحية في فيلم (سيلفر) للمخرجة فيليب نويس وفيلم نقطة التقاطع للمخرج مارك رايدل وكان مفاجأة الفيلم أن شارون ستون لعبت دور الزوجة المجروحة, بينما لعبت دور العشيقة التي تتأجج عواطفها الحسية الملتهبة ممثلة أخرى, وإخلاف الفيلم في تحقيق أي نجاحات, مرجعه ليس فقط لظهور ستون في دور لم يتوقعه الجمهور من نجمة الإثارة والجنس, بل أيضاً لأن الفيلم يعد نسخة هولودية جديدة من الفيلم الفرنسي أشياء للحياة) للمخرج كلود ستويه الذي أخرجه في الستينيات.
ثم حققت ستون النجاح في فيلم كازينو للمخرج مارتن سكورسيزي عام 1996 حيث صعدت أعلى السلم بخفة مر أخري, وصفق لها الجمهور, وأشاد بها النقاد وكان الفيلم بالنسبة لها اختباراً صعباً, نجحت فيه بدرجة جيدة.
في فيلم (شيطاني) تقوم ستون بدور نيلوك الضحية, فهل رفع هذا الدور من أسهمها في بورصة النجوم? هذا الأمر ما زال محلاً للمناقشة والاختلاف, فعن شخصية نيكول في فيلم شيطاني قال ستون إنني لا أنظر لها كضحية بل أعتقد أنها فتاة تعرضت لصدمات كثيرة في حياتها وكان من الممكن أن تصبح أفضل ولكن كل شيء كان يجري على وجه خاطىء معها).
وقد رفضت شارون ستون أن تظهر عارية للحظات حب قصيرة مع بالمنتيري الذي قام بدور ناظر مدرسة الأولاد الخاصة في فيلم شيطاني مما أحدث جفوة بينها وبين جيمس روبنسون رئيس شركة مورجان كريح للإنتاج.
ويزعم رئيس الشركة أن شارون ستون ملتزمة في العقد بأن تخلع ملابسها وقالت ستون لن أخلع ملابسي, لقد كان هذا مناسباً لأفلامي القديمة, ولكن في سني هذه وفي مكانتي تلك لن أحطم صورتي, وأنا الآن أقوم بالأدوار مقدرتي الخاصة في الأداء, وبنموي ونضجي الفكري والفلسفي.
ثم ساءت الأمور أكثر لصانعي الفيلم, لأن أرملة هنري جورج كلوزو مخرج الفيلم الفرنسي الأصلي هددت بأن تقاضي الشركة بادعاء فشل الشرك في شراء حق إنتاج القصة, وإعادة إنتاجها, ووقفت شارون ستون إلى جوار أرملة كلوزو قائلة: يجب أن تدفعوا لها) فتم الاتفاق على دفع 150 ألف دولار لأرملة لكوزو ثم بددز غرض الفيلم ولم يعد هناك مجال للحديث بين شارون ستون وبين المخرج تشيشك, ولم تقم ستون بأي دعاية للفيلم, وبالإمكان القول إنها قد تصرفت بطريقة الهواة, كما قالت في الفيلم, إن الفيلم الأصلي سيظل كلاسيكياً, وفيلمنا مثل كيس الفيشار).
ولكن المخرج جيرمياه تشيشك المهذب لا يرى نفس وجهة النظر تلك, ويرى أنها قصة تعد مثالاً رائعاً للدفاع عن حقوق المرأة) لقد جمعت بين شارون ستون وإيزابيل أدجاني لأوجد الكهرباء التي تتبع من ديناميكية هاتين المرأتين, وأقول بكل أمانة إنه لم ير أحد من قبل ثنائياً متجانسا مثل هذا الثنائي ومن الصعوبة بمكان وقد امتلكت شيئاً عظيماً مثلما حدث في فيلم (شيطاني) أن تمضي به إلى القمة.
ومن الأفلام التي قامت ببطولتها شارون ستون في الأعوام القليل الماضية المتخصص وشاركها البطولة فيه سليفستر ستالوني الملهي وشاركها بطولته روبرت دي نيور السريع والميت للمخرج سام ريمي وبطولة جيان هاكمان و(الرقصة الأخيرة للمخرج بروس بيرسفرد, وفيلم سسيلفر) الذي شاركها بطولته داستيتن هوفمانو وبدأ عرضه في أبريل 21998 وتأتي أهمية تلك الأفلام من أداء شارون ستون المتميز, والذي ابتعدت فيه عن أداء أدوار العري والجنس والإثارة الحسية.
وفي حديث لها أجري مؤخراً قالت (إنني أعتبر فيلمي (الرقصة الأخيرة) و(سيلفر) ومن قبلهما فيلم (الملهي) الميلاد الحقيقي لي كممثلة تقف بفخر واقتدار بجانب ممثلات في وزن جوليات روبرتس, ميريل ستريب, ديمي مور فتلك الأفلام بالتأكيد ستعمل على صنع صورة أخرى لي أكثر إشراقا وترسخاً في أذهان المشاهدين وبالضرورة ستمحو أيضاً صورتي السابقة فيما قدمته من قبل في أفلام احتوت على مشاهد جريئة لي صنعت مني رمزاً في عقول المشاهدين كنموذج للأنوثة الطاغية والجنس الصارخ, والتي ساعدت في صنعه وتصديره وتكريسه ماكينات هولويد الدعائية).
لننتظر الأيام القادمة, لنرى ونكشف مدى صدق ما أعلنته شارون ستون والتي ستجيب عن تساؤل يدور في العقول حالياً هل قامت شارون ستون قنبلة الجنس الموقوتة بنزع الفتيل?!!.
--------------------
! مجلة سطور مايو 1998 دراسة بقلم/ على نبوى عبد العزيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق