عندما أرادت هوليوود الاستعانة بالممثلين السود في أفلامها الأولى جاء ظهورهم على استحياء في أفلام (الرجال الثلاثة) عام 1894 و(الزنوج) عام 1895 و(الأسود) عام 1897 وقد ظهروا في أدوار الخدم الأوفياء والسذج والجهلاء أو المزارعين الخانعين وفي عام 1903 قدم الأمريكي (أدوين بورتر) فيلماً قصيراً مدته 12 دقيقة باسم (كوخ العم توم) وقد قام بالتمثيل ممثل أبيض تم دهن وجهه باللون الأسود ليبدو زنجياً, لأنه كان محظوراً على السود الوقوف أمام الكاميرا في تلك الفترة إلا للظهور في مشهد لعدة ثوان في خلفية المشهد كجزء متمم للديكور بداخل الفيلم. في عام 1915, قبل أن تصبح السينما ناطقة, ظهر فيلم (مولد أمة) للمخرج الأمريكي الرائد (ديفيد وارن جريفيث), الذي تناول فيه الحرب الأهلية الأمريكية, وذلك من خلال لغة فنية سينمائية مذهلة جعلته من أهم وأعظم الأفلام التاريخية الرائدة في السينما الأمريكية, ولكن ما يهمنا هو المضمون الموجود بداخل الفيلم وليس الشكل الفني الذي بدا عليه. فقد أظهر (جريفيث) في فيلمه هذا (مولد أمة) كل عنصريته المتطرفة الواضحة ضد الزنوج, وتعمد إظهارهم بصورة مهينة, ولذا, أجمع العالم على استنكار الفيلم, وقد وصفه الناقد (ألبرت فولتون) بأنه فيلم ينطوي على أن الزوج أحط مرتبة من البيض.. والزنوج الطيبون.. طيبون لأنهم خدم أوفياء لأسيادهم البيض.. أما الآخرون الذين يعارضون الرق فهم جديرون بالاحتقار, وهم خطر يهدد الرجل الأبيض.. ولهذا ينبغي القضاء عليهم. وفي عام 1927 أُنتج أول فيلم ناطق في السينما الأمريكية وهو فيلم (مغني الجاز) من إخراج (آلان كروسلاند) وتمثيل (آل جولسون) وهو ممثل أبيض تم دهن وجهه باللون الأسود ليقوم بدور مُغن زنجي فقير يصعد إلى القمة. في الثلاثينيات من هذا القرن حدثت تغيرات هائلة في مركز ووضع الزنوج الأمريكيين حيث أكد الجندي الزنجي الأمريكي خلالها أنه لا يقل مقدرة أو شجاعة عن زميله الأبيض, كما أصبح حي (هارلم) مركزاً للحركات الأدبية والفنية التي عبر الزنوج من خلالها عن نمو وعيهم, وإدراكهم للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية. ونتيجة لذلك صنع بعض السينمائيين أفلاماً تتحدث عما أصاب الزنوج من إهانات.. وحاولوا تغيير الصورة التي كانت تُظهر الزنوج داخل أنماط بشرية مهينة كالأبلة أو الأم المغلوبة على أمرها, أو الخادمة المطيعة, أو المغني الزنجي, أو الزنجي الشرير, فأخرج (بول سلواني) عام 1929 فيلم (قلوب في ديكسي) وأنتج وأخرج (كنج فيدور) (الوردة الحمراء) عام 1930 وفي عام 1931 أخرجت (فاني هيرست) فيلم (تقليد الحياة). وحقيقة الأمر أن تلك المحاولات التي حاولت تمجيد الزنوج, لم تكن إلا نتيجة الأوضاع الاجتماعية القادمة في ذلك الوقت, ولذا لم تُقدم تلك الأفلام المشاكل الحقيقة التي يعاني منها الزنوج أو الحلول التي يجب طرحها, إنما عرضت موضوع التمييز العنصري بفكر ومنطق مخلوط ومشوش, حاولت من خلاله التأكيد على أن مشكلة التمييز والتفرقة العنصرية ناتجة عن شعور الزنجي بالدونية من لونه الأسود. مرحلة الأربعينيات.. الأوسكار الأول ظهر في تلك المرحلة أهم فيلم في تاريخ السينما الأمريكية, وهو الفيلم التاريخي الكبير (ذهب مع الريح) للمخرج (فيكتور فيلمنج) عام 1939, وتأتي أهميته في حصول الممثلة السوداء (دهاتي ماك دانيال) على جائزة الأوسكار لأحسن ممثلة مساعدة في الفيلم كسابقة لم تشهدها السينما الأمريكية من قبل, الأمر الذي يجعل للجائزة أهميتها. كما ظهر الممثلون السود في تلك المرحلة بشكل مختلف في عدة أفلام. ولأول مرة نرى الرجل الأسود بطلاً شجاعاً في أداء أدواره في أفلام المغامرات والأساطير كفيلم (لص بغداد) عام 1940 الذي قام بإخراجه ثلاثة مخرجين, هم (لودفيج برجر) (تيم هوبلان) (مايكل باول) وقام ببطولته الممثل الأفرو أمريكي (سابو). وفي عام 1942 أخرج (جون باولينز) فيلم (ألف ليلة وليلة) وقام ببطولته أيضاً (سابو), والفيلمان من الإنتاج الضخم من قصص التحدي والبطولة والمغامرات. وفي عام 1949 أصبحت فكرة مناصرة الزنوج فكرة بارزة من خلال إنتاج وإخراج عدة أفلام تقدم الزنجي في إطار جاد ومحترم. وكان الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا الأمريكية عام 1954 بالمساواة في التعليم بالمدارس بين السود والبيض بداية اهتمام هوليوود بمشاكل الزنوج, فظهرت أفلام تبنت قضية التمييز العنصري والعلاقة بين الأبيض والأسود في المجتمع الأمريكي. من هذه الأفلام (لا مفر) للمخرج ( جوزيف مانكوتيش) تمثيل (سيدني بواتييه) ¯ (ريتشارد ويدمارك). ثم قدم (سيدني بواتييه) في عام 1955 فيلم (بذور الشر) من إخراج (ريتشارد بروكس). وفي عام 1956 قدم (حافة المدينة) للمخرج (مارتن ريت) ويبرز نجم (بواتييه) في تلك الفترة ليصبح أول نجم أسود يقوم بالأدوار الرئيسية في أفلام هوليوود, ففي عام 1957 يقوم بدور مواطن أسود يبحث عن مكانته ووضعه الاجتماعي من خلال فيلم (شيء من القيمة) للمخرج (ريتشارد بروكس). وفي عام 1958 يقدم أهم أدواره السينمائية في فيلم (حطمت قيودي) للمخرج (ستانلي كرامر) والذي رُشح عنه لجائزة الأوسكار كأحسن ممثل, التي لم ينلها إلا عام 1963 عن فيلم (زهور الحقل), والملاحظ مع نهاية فترة الخمسينيات, أن أفلام هوليوود في تلك المرحلة قد حاولت إيجاد تفهم ما للعلاقة بين الزنجي والأبيض, ولكن لم تكن بأي حال تعكس حياة الزنوج الحقيقية. اتسمت الأفلام التي صنعتها هوليوود في مرحلة الستينيات بتقديم الزنجي في أدوار المواطن الأمريكي العادي الذي يعمل طبيباً.. مدرساً.. مهندساً.. رجل بوليس.. مغنياً.. مثقفاً. وقد قام الممثل (سيدني بواتييه) ببطولة معظم أفلام تلك المرحلة, ففي عام 1961 قام ببطولة فيلم (باريس بلوز) للمخرج (مارتن ريت) وهو عن شاب زنجي أمريكي, هاجر إلى فرنسا بسبب الاضطهاد العنصري في وطنه, ونجح كعازف جاز في فرنسا, وفي عام 1961 - أيضاً - قدم فيلم (السهم المشتعل) للمخرج (دانيال بتري) وفي عام 1963 قام ببطولة فيلم (زهور الحقل) للمخرج (رالف نيلسون), وقد نال بواتييه عن دوره في الفيلم جائزة أوسكار أحسن ممثل أول في عام 19633. وفي عام 1965 قام ببطولة فيلم (مبارزة الشيطان) للمخرج (رالف نيلسون) وهو يدور عن صراع الهنود الحمر والمزارعين من سكان الأودية الزراعية ويقم (بواتييه) بدور ضابط سابق بالجيش الأمريكي. وفي عام 1967 قام (بواتييه) ببطولة فيلمه الأشهر (لأستاذي مع التحية) الذي عرض مصر باسم (مدرسة المشاغبين) للمخرج (جيمس كلافيل) وفي عام 1968 قام ببطولة فيلم (من أجل أيفي) للمخرج (دانيال مان). وفي نفس العام - 1968 - ظهر الممثل الأسود جيم براون) في أفلام هوليوودية تجارية. فكان فيلم (مهمة خطرة) مع الممثل (روك هدسون) وإخراج (جون سترجس). وتوالى ظهور جيم براون بعد ذلك في عدة أفلام, وأصبح يشكل ظاهرة سينمائية في تلك الفترة. أفلام العصابات والرعب الأسود مارست هوليوود في فترة السبعينيات دعاية قوية لمظهر الحياة الأمريكية, مفردة لنفسها دور مؤسسة التسلية والترويج في الفن السينمائي في سعي دؤوب لإبعاد المشاهدين المتلقين للأعمال الفنية عن التناقضات والهموم الاجتماعية التي يموج بها المجتمع الأمريكي بكل طبقاته. وفي هذا الإطار قدمت هوليوود مجموعة من الممثلين السود الجد وصنعت منهم نجوماً عالميين, واستخدمتهم كبوق دعائي في الترويج لأفكارها بشكل يخدم سياستها العنصرية, وذلك بشكل خبيث وبطريقة تجارية استهلاكية لم تكن تعكس حياة ومشاكل الزنوج الحقيقية, بل كانت موضوعات تلك الأفلام تدور حول صراع العصابات السوداء, الجنس, العنف, الرعب الدموي الأسود, فصارت تطرح مسائل حياتية تُقلق ملايين الناس من المشاهدين, ومنهم الزنوج, لكن مع المحافظة على لغة وأسلوب وطرق المعالجة الفنية التقليدية الخاصة بالسينما التجارية الزمريكية. ويبقى تركيز الاهتمام على إحداث التغيير سواء في الموضوعات أو في النجوم السود الجدد, وذلك من أجل اجتذاب جمهور الزنوج إلى قاعات دور السينما, لمشاهدة نجمهم الزنجي المفضل, الذي تم صنع نماذج مختلفة منه. من هؤلاء النجوم: ريتشارد راوندتري في سلسلة أفلام (شافت shaft) التي أخرجها الزنجي (جوردون باركس) في جزئين, كما قام (راوندتري) في عام 1972 ببطولة فيلم عن الجاسوسية للمخرج (جوردن هسلر) بعنوان (الجاسوس الهارب) - العنوان الأصلي (Embassy) السفارة. ظهر الممثل جيم براون في نهاية الستينيات في عدة أفلام بدءاً من الفيلم الشهير (دستة أشرار) عام 1967 للمخرج (روبر ألرديتش) وفي عام 1969 قدم (عندما يختلف اللصوص) مع (جين هاكمسان) وإخراج (جوردون فلمنج). أخرج (سيدني بواتييه) أول أفلامه (مساء السبت في المدينة) عام 1974 وأسند بطولته للممثل الزنجي (بيل كوسبي) الذي ظهر فيما بعد في فيلم (إجازة في كاليفورنيا) عام 1978 للمخرج (هربرت روس) وشاركه البطولة ممثل زنجي آخر انطلق في أدوار كوميدية أخرى فيما بعد وهو (ريتشارد برايور) الذي تألق في فيلم (قطار الرعب) مع (جين وايلرر) عام 1976. وفي هذه المرحلة قامت هوليوود بإقناع أسطورة الملاكمة البطل (محمد علي كلاي) بالظهور في عدة أفلام, منها (الأعظم) عام 1977 للمخرج (توم هاريس) وشاركه البطولة ممثل زنجي آخر (جيمس إيرل جونس) وفيلم (الروح والجسد) للمخرج (جورج باورز). وفي عام 1972 قدمت هوليوود معالجة تقليدية تتسم بالعنصرية عن أسطورة الرعب (دراكولا) وذلك في فيلمين: الأول (بلاكولا الرعب الأسود) Blacula للمخرج (وليم كرين) والممثل الزنجي الجديد (وليم مارشال) والفيلم الثاني قدُم عام 1973 بعنوان (بلاكولا ذئب النساء) للمخرج (بوب كيليان) ومثله أيضاً (وليم مارشال). وفي نهاية مرحلة السبعينيات, ظهر الملاكم الأسطورة (محمد علي كلاي) مرة أخرى في فيلم (طريق الحرية) Freedom Road وذلك عام 1979 للمخرج (بان كادار) وشارك في البطولة (كريس كريستفرسون) وهو عن رواية (هوارد فاست). مرحلة الثمانينيات.. الأكشن كوميدي ظلت هوليوود تمارس سيطرتها على إنتاج الأفلام ذات التأثير الكبير على المشاهد, رغم التغييرات التي طرأت على المجتمع الأمريكي نتيجة النشاط المتزايد للجماعات السود المناهضة للتمييز العنصري, ونجاحها في مطالبها بتحسين صورة الزنجي على الشاشة, فعكست أفلام هوليوود, في هذه المرحلة الثقة التي نعم بها الزنوج والرغبة في التفرد. فأفلام السود والتي صنعها مخرجون وممثلون سود لم تعُد تسعى لاعتراف المشاهد الأبيض بحقوق السود, بل تعكس طموحات الزنوج عموماً. على أن أغلبية إنتاج هوليوود في مرحلة الثمانينيات تميزت بالطابع الكوميدي البوليسي, والتي صنع جُلها المخرجون البيض, والموجهة أساساً للمشاهد الأسود لاستقطابه, وكما قدم المخرج الأسود (أوسي ديفيز) فيلماً كوميدياً (هارلم) بطولة ممثل أسود موهوب (جود فراي كامبريدج) فكان أفضل كوميديا ظهرت في هوليوود وحقق إيرادات كبيرة وخيالية, كذلك قدم الممثل الأسود الشهير (سيدني بواييه) كمخرج فيلم (هانكي بانكي) Hanky Panky عام 1980 في إطار كوميدي خفيف ملئ بالمطاردات والمقالب الضاحكة بدون أي عمق فكري. في هذه المرحلة فكرت هوليوود في صنع نجم أسود لأداء أدوار كوميدية في قالب بوليسي تضع له خصيصاً, فوقع اختيار المخرج (وولترهيل) في عام 1982 على الممثل الموهوب الأسود (إيدي ميرفي) Eddie Murphy للقيام ببطولة فيلم (48 ساعة) أمام الممثل (نيك نولتي) في جو كوميدي مثير عن شرطي عنيف (نولتي) يساوم سجينه صاحب الروح المرحة الأسود (ميرفي) على الاشتراك في مطاردة زملائه.. وبعد ذلك بعام كامل - 1983 - أُسند إلى (ميرفي) بطولة فيلم (أماكن للتجارة) للمخرج (جون لانديس) في مقابل دوره في ذلك الفيلم - (أماكن للتجارة) - توّجه النقاد كأفضل ممثل كوميدي في الثمانينيات, ونال جائزة الكرة الذهبية. بعد ذلك نجحت هوليوود في أن تجعل (ميرفي) أكثر شعبية وبريقاً في عالم الكوميديا بفضل الدور الذي صنع له وتألق فيه عام 1984 وهو فيلم (شرطي بيفرلي هيلز) للمخرج مارتن برست وعن صورة الرجل الأسود التي يؤديها الشهير سبايك لي: (إن ميرفي مقبول من الجميع ولكنه لا يقول شيئاً عن قضايا السود, ليس له موقف ضد شيء أو مع شيء, فهو يُعد جزءاً من الأكذوبة التي تروجها هوليوود) كما قالت عنه الممثلة السوداء (ووبي جولدبرج) - الأكثر شهرة في عالم الممثلات السود - (ما حدث لإيدي ميرفي) في شرطي بيفرلي هيلز أنه يتم أخذ النجم الأسود خارج مجتمع السود, ليصنع منه أكليشيه أكثر براعة, لكن بعد ذلك من سيصنع تاريخه?) ثم تستطرد قائلة (لكن هنا العديد من السود. يتسائلون عن المواطن الأسود الذي يشبه الأبيض?). وفي منتصف الثمانينيات كان ظهور نجوم سود جدد تألقوا ونالوا حظاً وافراً من الشهرة, ومازال الكثير منهم حتى الآن يبدعون ويتربعون على عرش النجومية ومن هؤلاء (لويس جوسيت) ظهر في فيلم (ضابط وجنتلمان) An Officer A Gentlemen للمخرج (تايلور هاكفور) إنتاج 1981 وقد حصل (جوسيت) عن دوره على جائزة أحسن ممثل مساعد لأوسكار 1982, وقام ببطولته (ريتشارد جير) مع (ديبرا ونجر) ثم توالت أعماله في أفلام (الفك المفترس) - جزء ثالث عام 1983 (ودهاء الأعداء) للمخرج (وولفانج بيترسون) عام 1985 ظهر أيضاً في عام 1982 الممثل الأسود (فورست وايتكر) Forest Whitaker في أول أفلامه (تاج: لعبة الاغتيالات) للمخرج (نيك كاستل), وفي عام 1985 في (مشهد على الساحل) للمخرج (هارولد بيكر) وفي عام 1987 (صباح الخير يا فيتنام) للمخرج (باري ليفنسون) Barry Levinson وفي عام 1988 (جوني الوسيم) وشاركه البطولة ممثل أسود أصبح شهيراً في سينما التسعينيات وهو (مورجان فريمان) وأخرجه (وولتر هيل) وفيلم (المدينة السفلى) في نهاية الثمانينيات 1989 للمخرج الأمريكي الكبير (ريتشارد بنجامين). وفي عام 1983 ظهر المغني الأسطورة المعاصر (مايكل جاكسون) في فيلم (ثريللر) Thriller للمخرج (جون لانديس) وقد استغلت هوليوود ظاهرة جاكسون في عالم الغناء لاستثمارها كما فعلت من قبل. الرقص بالأحلام, بالكوابيس والأشباح, وجثث ساكني القبور عندما تنهض التوابيت, وبنفس القيمة التوليفة الاستعراضية ظهر (مايكل جاكسون) في نهاية الثمانينيات في ثاني أفلامه (مدينة القمر). وفي عام 1985 ظهرت المطربة الشهيرة السوداء (تينا تيرنر) في فيلم (ماكس المجنون وقبة الرعد). وفي عام 1985 أيضاً كان ظهور أشهر ممثلة سوداء في عالم السينما منذ الثمانينيات وحتى الآن وهي الكوميدية العبقرية اللامعة (ووبي جولد برج) Whoopi Goldberg وكانت البداية قوية مع فيلم (اللون القرمزي) للمخرج (ستيفن سبلبرج) عن رواية (أليس والكر, Alice Walker الحائز على جائزة بوليتزر وفي عام 1986 قدمت ووبي أجمل أفلامها الكوميدية الساخرة بعنوان (مصيدة الجواسيس) وعنوانه الأصلي Jumpin Jack Flash إخراج (بيتي مارشال), وتوالت أعمال (ووبي) فقدمت عام 1987 فيلم بعنوان (اللصة الجريئة) Burglar إخراج (هوج ويلسون). وفي عام 1988 قامت ببطولة فيلم (الجمال المميت) Fatal Beauty وفي عام 1990 قامت ببطولة أهم أفلامها الكوميدية المليئة بالإثارة والحركة بعنوان (الشبح) للمخرج (جيري زوكير) والذي نالت عن دورها فيه بجائزة أوسكار عام 1991 كأفضل ممثلة مساعدة. وقد حفلت حقبة الثمانينيات بظهور العديد من النجوم السود الذين أثبتوا مقدرة فائقة في عالم السينما التي تهم السود من هؤلاء (داني جلوفر) Danny Glever الذي قام بالاشتراك في بطولة سلسلة أفلام (السلاح الفتاك) Lethal Weapon التي أخرجها (ريتشارد دونر) في ثلاثة أجزاء, كذلك عمل (داني جلوفر) في بعض أفلام مخرجي الموجة الجديدة السوداء في بداية التسعينيات, وذلك في فيلم (النوم بغضب) Sleep Whithe Anger عام 1990 للمخرج (تشارلز برنت) Charles Burnett, وفي عام 1992 (الطيران المعتدي) إخراج (جون ميلوس) وفي عام 1994 (جراند كانيون) Gtand Canyon للمخرج (لورانس كاسران) وفي عام 1987 أخرج (ريتشارد أتنبورو) فيلم (صرخة الحرية) - إنتاج إنجليزي - للنجم الأسود (دينزل واشنطن) Denzel Washington فتألق في شخصية (ستيفن بيكو) المناضل الأسود, ومع فيلمه الثاني في عام 1989 (المجد) حصل (دينزل واشنطن) على جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عام 1990 عن دوره في الفيلم. وقدم بعد ذلك عدة أفلام أهمها (مالكوم اكس) عام 1992 للمخرج الأشهر في سينما البلاك الجديد (سبايك لي) Spike Lee. وظهر عام 1997 في أحدث أفلامه (ملاك الحب) من إخراج (بيني مارشال) مع المطربة السوداء (وبتني هيوستون) وتعد من أشهر المطربات في عالم الغناء حالياً وقد ظهرت من قبل عام 1993 مع الممثل (كيفن كوستنر) في فيلم (الحارس الخاص) الذي حقق نجاحاً كبيراً عن عرضه. مرحلة التسعينيات.. العصر الذهبي ومنذ نهاية الثمانينيات, بدأت تبرز في السينما الأمريكية جماعة جديدة من النخبة الثقافية السوداء, عملت على إعادة طرح الكثير من الآراء والتصورات حول علاقة السينما كوسيلة تعبير أيديولوجية, كجزء من البناء الطبقي للمجتمع, ومدى تأثيرها سياسياً على الجمهور الواسع في مختلف بلدان العالم بحكم كونها مؤثرة جماهيرياً, وواسعة الانتشار, إذ يصبح بالإمكان توجيه الوعي الإنساني نحو التفكير في أمور تبعد الإنسان عن واقعه ومن الأمثلة على ذلك ما قدمته هوليوود ومازالت من خلال مخرجيها وبواسطة أبواق الدعاية التي صنعتها وذلك في أفلام جاريد رخيصة مثل: (ايدي ميرفي) في أفلام (الطفل الذهبي) 1986, (قادم إلى أمريكا) 1988 (المشاغب) و(مصاص الدماء في بروكلين) 1995 والممثل (داني جلوفر) في (السلاح الفتاك) ثلاثة أجزاء 87 - 1993 و(عطر قلعة واشنطن) 1994, (الطيران الغاشم) 1992 و(جراند كانيون) 1992. وخليفة (سيدني بواتييه), (دينزل واشنطن) في أفلام (ارتداد القذيفة) عام 1992 (قضية باليكان) 93 (شجاعة تحت النيران) 96 (الشيطان في ملابس زرقاء) 97 (براعة فنية) 97 (ملاك الحب) 97. والممثل البارع (مورجان فريمان) في أفلام (جوني الوسيم) 88 (روبين هود - أمير اللصوص) 91 (المطاردة) 96 (سبعة) 95 (الخلاص من شاوشانك) 95. ونجم الأكشن في التسعينيات (ويسلي سناييس) في أفلام: (الشمس الساطعة) 93 مع سين كونري (الرجل المدمر) مع ستالوني (المسافر 57) 93 (المنطقة الخطرة) 94 (قطار الأموال) 95 (جريمة في البيت الأبيض) 97. ونجم التسعينيات (دامون وايانز) في أفلام (آخر فتى كشاف) 1992 مع (بروسي ويلز) (ضد القتل) 95 مع (آدام سلندر) (كبرياء سيلتي) مع (وان أكرويد) 1996. والنجم الجديد (كينين ايفوري وايانز) في فيلم (الرجل المجهول) 1996 مع (ستيفن سيجال). وفي عام 1995 قام بإخراج وتمثيل فيلم (سقوط القانون - ياللعار القذر). ومن ثم كحتمية تاريخية كان لزاماً على النخبة الثقافية السينمائية السوداء أن تبرز وتشكل تجمعاً يعمل للحفاظ على هوية مجتمع السود في مواجهة الأيديولوجية التي تنتهجها هوليوود لطمس معالم قضايا ومشاكل الأفرو - أمريكين الحقيقية. فتكونت جماعة من السينمائيين السود, واتفقت فيما بينها على ضرورة أن تعرض قضايا السود الحقيقية بواسطة السود أنفسهم, فظهرت الموجة الجديدة لسينما البلاك والتي ضمت المخرجين السود (تشارلز برنت) Charles Burnett بأفلام (قاتل الأغنام) عام 82 و(النوم بغضب) عام 90 تمثيل (داني جلوفر.. مارس أليس) و(الدرع الزجاجي) عام 1994 تمثيل (آيس كيوب. إليوت جولد). والمخرج (سبايك لي) وهو الأشهر في عالم سينما البلاك وضمت الحركة الجديدة أيضاً كل من المخرجين (بيل ديوك) Bill Duke الذي أخرج فيلمه الأول عام 1991 (غضب في هارلم) Rage in Harlem عن رواية للكاتب (شيستر هيمس), والمخرج (جون سنجلتون) وقد أخرج أول أفلامه عام 1991 وهو في سن التاسعة عشرة باسم (فتيان الحي) تمثيل (آيس كيوب) وقد رشح عنه لجائزة الأوسكار عام 92 كأحسن ممثل مخرج, وأحسن سيناريو, والمخرج ماتي ريتش Matty Rich أصغر المخرجين السود عمراً - 19 عام - في عام 1991 أخرج أول أفلامه (الخروج المباشر من بروكلين) Straight out of Brooklyn. أيضاً ضمت الحركة الجديدة لسينما البلاك New black film makers المخرج روبرت تاونسند Rebort townsend بأفلام (تعديل هوليوود) عام 90 Holywood Shuffle وفيلم (منصات القلب الخمس) عام 92 The five heart beats, والمخرج ماريو فان بيبلز Mario Van Pebbles, وفيلمه عام 90 بعنوان (مدينة نيوجاك) وقام بعد ذلك بتمثيل فيلم (هاي لاندر) ج3 عام 95 والمخرج (تشارلز لان) Charles Lan وفيلمه عام 1991 بعنوان (الهوية الحقيقية) True ldentity من تمثيله أيضاً مع الممثل المخضرم الأسود (جيمس ايرل جونس) نجم السبعينيات والمخرجة السوداء (جولي داش) Julie Dash وفيلمها عام 1991 (بنات من تراب). وعن المكانة التي حققتها الحركة الجديدة لسينما البلاك والمصاعب التي تواجههم قال المخرج ماتي ريتش: (إن هوليوود لا تريد أن ترانا كمجموعة كثيري العدد - لأن النظام فيها لم يوضع لكي نتوصد معاً ونشكل فيه قوة - ولابد أيضاً من الاعتراف بأن هوليوود, لا تتيح نظاماً واحداً لقواعد الإنتاج الضخم تجاه المخرجين السود, فالمصاعب التي تواجهنا, تأتي من العنصرية المؤسساتية التي تمارس دورها في منع رؤوس الأموال السوداء من المساهمة بأكثر من سقف مادي معين). وقال المخرج سبايك لي: (إن العاملين بالسينما الأمريكية سوف يتركوا لنا الباب مفتوحاً, طالما أن أفلامنا مطلوبة وناجحة لذا فإننا نمر بمرحلة هامة وحرجة, حيث إن السينما السوداء مازالت تخطو خطواتها الأولى ولهذا فإن المسؤولية كبيرة ومشتركة, فإذا أخطأ أحد المخرجين, فإن الجميع سوف يدفع الثمن).
المصادر: 1 - مجلة ستوديو Studio عدد مايو 1991. 2 - مجلة بريمير Premiere عدد سبتمبر 1992. 33 - مجلة بريمير Premiere عدد أبريل 1996. 4 - مجلة سايت اندساوند Sight and saund أبريل 1994. 5 - كتالوج مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثامن عشر (1994).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق