الأحد، 19 يونيو 2016

كيفن سباسي.. نجم سينما التسعينيات



بقلم : على نبوي عبد العزيز


 
هناك بعض الممثلين تبعث أسماؤهم القشعريرة والرعشة من الإثارة المتحققة في الأفلام التي تعرض لهم في السينما ـ إنهم كوعد بأشياء جديدة ستحدث.. أو كضمان تحصل عليه مهما كانت درجة جودة الفيلم الذي يشتركون فيه.
ويعد كيفن سباسي المولود في 26 يوليو 1959 واحداً من هؤلاء بأدائه الرائع في فيلم "المشتبه فيهم المعتادون" للمخرج بريان سنجر.
إن المعجبين بأداء كيفن سباسي ـ هذا الممثل ذو التسعة والثلاثين ربيعاً ـ على مدى السنين لابد وأن يتذكروه في دوره السريع وذي الأثر البارز في فيلم "الأب" Dad عام 1989 عندما قام بدور ممثل مساعد لـ جاك ليمون في أدائه الملون. وكذلك قام بدور مساعد لـ تد دانسون في فيلم "أين ذهبت مهنتي؟".
وقبل أن يؤدي أفضل أعماله على المسرح لفت الأنظار إليه بأدائه الرائع في الفيلم التليفزيوني "سقوط من صفح ومغفرة" وعمل مع جاك ليمون عام 1987 في فيلم "مقتل ماري فاجان" ثم مرة أخرى بعد ثلاث سنوات في النسخة السينمائية من قصة دافيد ماميت "جلنجاري جلين روسي" حيث لعب دور رئيس مكتب لجماعة بائسة ومختلفة الأهواء والأمزجة من سماسرة العقارات.. وكان معظم الوقت شخصية نشطة للغاية فكانت الوظيفة التي حصل عليها دون تعقيدات.. وكذا لم يحاول سرقة الكاميرا من زملائه الممثلين الموهبين في الفيلم مثل آل باتشينو وإد هاريس وآلان أركين وجاك ليمون.
وفيما بعد أتيحت لـ سباسي الفرصة ليأخذ دوره في سباق الدراما وعندئذ فقط رأينا طبيعة شخصيته.
وكانت واحدة في سلسلة الاختراقات أو القفزات التي صعدت به لأعلى والتي شملت دور (كنت) البارع في استخدام الألفاظ في فيلم "المشتبه فيهم المعتادون" وهو الأداء الذي أعطى سباسي جائزة أوسكار 1996 كأحسن ممثل مساعد.. ويؤكد سباسي على ذلك بقوله: "إنها حقيقة.. إن فيلم المشتبه فهم المعتادون كان حلقة من سلسلة من الأفلام أو الأدوار ا لبارزة التي منحت لي.. ولكنني لا أستطيع إنكار أهمية فيلم "جلنجاري جلين روسي" أو فيلم "موافقة الراشدين".. وفي الفترة التي سبقت فيلم "المشتبه فيهم المعتادون" كنت قد بدأت وضع أساس لعملي كممثل في الأفلام التي لا أقوم فيها بأدوار هامشية. حيث كنت قد قمت بأدوار في أفلام "هنري وجين" أو فيلم "الأب" أو فيلم "فتاة عاملة". لقد شعرت أنني أريد أن ألعب أدواراً تكون أكثر أهمية من حيث مجرى أحداث القصة، وفي نفس الوقت حدث أن قابلت بريان سنجر وكريس ماك كواري، وذهبا لكتابة سيناريو فيلم "المشتبه فيهم المعتادون" وأنا في ذهنهما للقيام بدور (فربال كنت).. وكانت هذه واحدة من سلسلة الأشياء التي تسير رأساً.. ثم جاء فيلم "السباحة مع القرش) وفيلم "الخطايا السبع" و فيلم "المشتبه فيهم) وكلهم ظهروا على شاشة العرض في خلال أربعة شهور.. وفجأة أصبحت منتشراً في كل مكان.. وكان ذلك شيئاً سخيفاً ولكنه كان تدريجياً بالنسبة لي".
وفيلم "الخطايا السبع" للمخرج دافيد فنيشر والذي يعد من الأفلام الهامة والمثيرة لسباسي ولعشاقه.. نجد اسمه لا يظهر في أفيشات الدعاية وملصقات الفيلم. وليس مذكوراً ضمن طاقم الممثلين. ولا يظهر إلا في اللقطات الأخيرة القليلة.. وهذه خطة متعمدة.
وشرح ذلك سباسي قائلاً: "كان الشرط الوحيد الذي أقل به الفيلم أنني يجب ألا أقاضيهم.. أو أشكوهم لعدم ظهور أسمي في الفيلم وكان هذا ضرورياً لنجاح الفيلم.. لانك عندما تنجح في الوصول إلى هذا الدور.. فإنه حقاً علامة مميزة وبارزة. وفي القصة أو السيناريو لا تظهر الشخصية قبل صفحة (98) وله أربعة مشاهد فقط يظهر فيها ثم يختفي".
ثم أردف سباسي قائلاً: "إن هذا الفيلم تدور قصته حول شرطيين يطاردان شخصاً ما ـ لا يستطيعان مقابلته أبداً. وفجأة ولأول مرة تستمع إلى صوته عبر التليفون ـ كنت خائفاً أن نفشل في هذا، فإذا لم أظهر في أول عشرين دقيقة. وأسمي في قائمة الفيلم.. فإن الجمهور كان سيدرك ما الدور الذي أقوم به.. وكنت أرغب في ألا أكون لدى المشاهدين أي تنويه باحتمال أنهم قد يمسكون المجرم.. أو حتى إذا كان له وجود أصلاً.. وهذا جعل تأثير صدمة ظهوره في مركز البوليس/ الشرطة لها تأثير كبير جداً.. وهكذا رفعنا قيمة المراهنة.. ولم يكن رد فعل الجمهور قولهم "يا إلهي ها هو المجرم وانظر من يقوم بدوره" وهكذا تخلق مادة للحديث بين المشاهدين. وهذا شيء عظيم.. ولحسن الحظ نجح الفيلم وسار في النهاية في المسار المحدد له".
إن المكانة الراسخة لرموز المهنة السينمائية تكتسب وجودها بسرعة تبعاً للأدوار البارزة التي تحدث دوياً كبيراً وضجة إعلامية مصاحبة لذلك النجاح.. وكيفن سباسي استحق أن يوضع في قائمة أفضل الممثلين.. تبعاً لأعماله والمشاهد التي يظهر فيها.. ونمط الأدوار التي يؤديها كما لا يمكن أن ننسى ماضيه.. وإثباته لنفسه كخبير خلف الكاميرا مثلما حدث من قبل في فيلم "السرقة" و "الخوف من الأماكن المغلقة".
وأخيراً حقق سباسي مكانة عالية مرة أخرى في الفيلم الممتاز.. المثير عن عالم الجريمة والفساد "سري جداً في لوس أنجلوس" والذي أخرجه كورتيس هانسون ونالت بطلته كيم باسنجر جائزة أوسكار 1998 كأحسن ممثلة مساعدة عن دورها فيه والفيلم عن رواية للكاتب جيمس أيللروي ويدور عن فساد الشرطة بمدينة لوس أنجلوس في مطلع الخمسينيات من هذا القرن.
وقد انتهى سباسي مؤخراً من تصوير المشاهد الخاصة في فيلم "منتصف الليل في حديقة الخير والشر" إخراج كلينت آيستوود وبدأ تصوير فيلم الجديد "المفاوض".
إن سباسي يعد ممثلاً محترماً في مهنته وهو الأكثر حماسة من بين جيله فهو يجعلك تلمح الهوة العميقة في نفس الشخصية التي يمثلها وذلك بنظرة لحظية خاطفة.. وببرود في نظرة عينيها البنيتين الدافئتين. إن القدرة على أداء ذلك التناقض تنتقل للمشاهدين بطريقة حاذقة وماهرة يدركونها، ولكن دون أن يشعروا كيف أدركوها

  بقلم : على نبوي عبد العزيز
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق