سوزان ساراندون.. راهبة هوليوود
مازالت سوزان ساراندون Susan Sarandon رغم تخطيها الستين من العمر
ـ مواليد نيويورك في 4 أكتوبر 1946 ـ تتمتع بأداء أحسن الأدوار.. التي يمكن أن
تقدمها هوليود، ومن هذه الأدوار دورها في فيلم «الميت الذي يمشى Dead man walking» الراهبة «هيلين بيرجان» الذي نالت عنه جائزة الأوسكار عام 1996 كأحسن ممثلة متفوقة على
«شارون ستون» و«إيما طومسون»، و«ميريل ستريب»، و«إليزابيث شو» ودورها
في فيلم (الماضي) للمخرج الممثل جون تورتورو John Turturro والذي عرض في مهرجان كان السينمائي الدولي 1998.
عندما خاطبت سوزان ساراندون الأخت الراهبة هيلين بيرجان Helen perjean في موضوع إخراج قصة حياتها للشاشة الفضية ـ لم تكن تلك الراهبة التي تعيش في ولاية (لويزيانا) الأمريكية تعرف نفسها على حقيقتها ـ فإن الأخت هيلين المعادية لعقوبة الإعدام قد تلقت تحذيرات بألا تبيع قصتها لهوليود.. ومن أجل هذا استأجرت فيلم «ثيلما ولويز Thelma & Louise» لكي ترى كيف تبدو صورة سوزان ساراندون في هذا الفيلم قبل أن توافق. وقالت الأخت هيلين: «عندما كنت أشاهد الفيلم، كنت أرى أن سوزان تشبه شخصية جينا دافيز Geena Davis وظللت أقول: يا إلهي قطعاً إنها تستطيع القيام بدوري. فلقد كان لدى شك، ثم استرحت عندما جاءت سوزان إلى المطعم لمقابلتي.. وقلت الحمد لله إنها تشبه شخصية لويز».
مذكرات الأخت هيلين «الميت الذي يمشى» هي قصة علاقتها المشحونة بالانفعالات والأحاسيس مع ضحايا قائمة الإعدام.. وعائلاتهم، ومع أسر ضحاياهم، وسوزان ساراندون التي نشأت كاثوليكية، دعت الأخت هيلين إلى نيويورك للإقامة معها.. وعندما تذهب الراهبة هيلين إلى نيويورك بعد ذلك فإنها تقيم عندها.
ولقد أقنعت سوزان المخرج الممثل تيم روبنز Tim Robbins ليكتب ويخرج قصة الأخت هيلين.. ولقد مزج تيم روبنز بين شخصية الضحيتين في شخصية واحدة، ومنح الدور للممثل سين بن Sean Penn.
لابد أنها كانت رحلة طويلة قامت بها سوزان إلى دير الراهبات، والتي صنعت منها نجمة في سماء هوليود بعد حصولها على جائزة الأوسكار عن دورها في الفيلم، والتي رشحت لها خمس مرات من قبل ولم تحظ بها إلا عن دور الأخت هيلين بيرجان في (الميت الذي يمشى). لقد قامت سوزان بأول أدوارها الرئيسية البارزة في فيلم «عرض الرعب في روكى The Rocky Horror Picture Show» عام 1975، وقد قامت بغناء أغنية خليعة في الفيلم، تقول كلماتها: (المسني.. المسني أنني أريد أن أكون قذرة).
وفى أوائل الثمانينات لعبت أدواراً لنساء شابات يرغبن في الصعود للقمة مثل دورها في فيلم «الجانب الآخر من منتصف الليل The Other Side of Midnight» للمخرج شارلز جاروت عام 1977، وعرض في مصر باسم (الرغبة المدمرة)، ودورها كامرأة ساقطة وأم في نفس الوقت لطفل في فيلم «الطفلة الجميلة Pretty Baby» عام 1978، ثم قامت بدور موزعة أوراق اللعب (الكوتشينة) بإحدى صالات القمار في فيلم «أتلانتك سيتى Atlantic City» عام 1980 والذي تم ترشيحها للأوسكار عن دورها فيه لأول مرة في حياتها السينمائية ولم تحظ بالجائزة. وعندما بلغت سن الأربعين ـ وهى السن التي تبدأ فيها كثير من الممثلات التفكير في الأدوار بالمسلسلات التليفزيونية ـ بدأت سوزان تصعد إلى قمة عملها الفني بأداء دور بارز في فيلم «ساحرات ايستويك The Witches of Eastwick» عام 1987 للمخرج جورج ميللر، وفى عام 1988 تحركت قليلاً وانزلقت من خلال فيلم «ثور دورهام Bull Durham» للمخرج رون شيلتون Ron Shelton الذي لعبت فيه دور امرأة تدعى آني سافوى تقع في الحب بين رجلين أحدهما كيفين كوستنر والثاني تيم روبنز ولم يحقق لها الدور
المكانة التي تستحقها.انطلقت سوزان ثانياً لأعلى في عام 1991 مع فيلم «ثليما ولويز» للمخرج ريدلى سكوت وتم ترشيحها ثانية لنيل جائزة الأوسكار، ولكنها ذهبت بعيداً عنها، ولقد لعبت سوزان دور لويز العاملة في مقهى والتي تقرر الانطلاق مع ثيلما في نهاية الأسبوع هرباً من روتين حياتهما اليومية، وأثناء رحلتهما تبرز العلاقات بين الرجال والنساء.. وتتكشف الصورة الحقيقية للرجل الأمريكي العادي. كما لعبت سوزان دور امرأة كبيرة السن والأخت الكبرى للشاب جيمس سبايدر James Spader في فيلم «القصر الأبيض White Palace عام 1990 وأثبتت أن الأمومة والجاذبية الجنسية ليست أشياء منفصلة عن بعضها البعض.. حيث كانت منحازة تماماً لغريزة الأمومة في فيلم «زيت لورنزو Lorenzoصs Oil» عام 1992 للمخرج جورج ميللر George Miller وشاركها بطولته النجم نيك نولتى Nick Nolte وتم ترشيحها لجائزة الأوسكار للمرة الثالثة عن دورها في الفيلم، ولم يحالفها الحظ في الحصول عليها. وفى عام 1994 قدمت فيلمها «العميل The Client» للمخرج جويل شوماخر مع الممثل تومى لى جونز Tommy Lee
Jones وقد لعبت سوزان دور محامية أم تتدخل لإنقاذ أسرة من المخاطر التي تحيط بها. وتم ترشيحها كأحسن ممثلة لدورها للحصول على جائزة الأوسكار. ولم يكن الحظ بجانبها للمرة الرابعة.ثم قدمت دوراً بسيطاً في فيلم «نساء صغيرات» عام 1994، ولكن دورها في فيلم «الميت الذى يمشى»عن الأخت (هيلين) الراهبة.. كان يمثل تحدياً جديداً لـ سوزان ساراندون لأن الطيبة في الأفلام تصبح مرادفة أو ملازمة للملل.. ولقد ابتعدت سوزان عن الأداء العاطفي والتظاهر بالتقوى. ولم تنس أبداً أنها راهبة، ولكن من دون رداء الراهبات وإن وجهها خالٍ من الماكياج، ولهذا فإنها أدت دور الأخت (هيلين) بطريقة السهل الممتنع وتم ترشيحها لجائزة الأوسكار للمرة الخامسة كأحسن ممثلة لعام 1996 وفعلاً حصلت عليها في تلك المرة وعن جدارة.ومازالت سوزان ساراندون فاتنة إلى اليوم رغم تخطيها الخمسين من العمر ولقد زاد دخلها إلى الملايين. وهى كأم ترتدي «سويتر مخططاً وكولون أسود»..عن الإيمان
وتتحدث سوزان ساراندون عن إيمانها في الحياة فتقول: «عندما تحاول أن تفعل الصواب، دائماً وتبذل قصارى جهدك فإن الله يكون معك، وتتوافر لديك القوة والدفعة الربانية التي تحتاجها لتعبر الأزمة.. ولا يمكن أن تمنح تذكرة مجانية لدخول الجنة، ولابد أن تفعل ما يجب عليك أن تفعله، وإذا كان من المفروض عليك أن تكون بجوار رجل يُحتمل إعدامه في خلال أسبوع لتساعده على أن يتوب وأن يتحمل مسئولية عمله قبل رحيله عن الدنيا، أو الانتقال الذي نطلق عليه لقب الموت، فكيف يمكنك أن تبقى دون أن تساعده؟ إنها قصة حب على أساس راق، ولم أر مثلها من قبل سوى في فيلم الميت الذي يمشى».وعن عنصر التوتر الجنسي بين شخصيات فيلم «الميت الذي يمشى» والتي تم خلقها في الفيلم ولم تكن موجودة في القصة الحقيقية بكتاب الأخت (هيلين) والذي اعتمد عليه الفيلم. قالت ساراندون:«لقد شعرنا أنه لابد من وجود هذه العلاقات، وهذا التوتر ولكنه توتر العلاقة الودودة الحميمة، فلدينا المرآة التي يمكن أنها لم تكن أبداً ودوداً مع أي رجل من قبل، وهذا الرجل الذي يقول إنه لم يحب أحداً أو شيئاً من قبل، ولقد وجدا نفسيهما معاً في آخر الأسبوع من حياته ـ ولقد أعدموا شخصاً بالفعل في الأسبوع الذي كنا نصور فيه مشاهد الفيلم في سجن (أنجولا) خارج نيوأورليانز.. ولقد ذهبنا لحضور صلوات المساء قبل الإعدام.. ولقد رحب بنا مأمور السجن والحراس ـ ولكنه من الغريب جداً وفعلاً أن تكون جزءاً من جريمة قتل متعمدة.. ومهما فكرت في الأمر من زاوية أن المتهم مذنب وأنه يستحق العقوبة.. أو أي شيء آخر فإنه سيظل شيئاً غريباً أن يبدأ العد التنازلي لقتل رجل بمنتهى البرود والهدوء».وعن أفلامها الأولى والتي ظهرت فيها سوزان ساراندون كفتاة مطيعة قالت: «كل الناس يريدون منى أن أظهر كفتاة ساذجة.. ولكن لم تكن هناك أدوار مركبة للفتاة الساذجة المعقدة التي تتعرض للمشاكل.. وقد حدث أن شاهدت ابنتي أول خمس دقائق من فيلم «جو Joe» الذي ظهرت فيه لأول مرة على الشاشة عام 1970 ولقد ظلت ابنتي سعيدة بي.. وظريفة معي لمدة ست ساعات لأنني كنت فتاة صغيرة في الفيلم ودوري غير مؤثر، ولقد وقعت في كثير من الأخطاء في التمثيل، والخيار لك، إما أن تدمر نفسياً، أو تتحدث عن أخطائك وتصلحها».وعن نوعية الاختيارات التي مرت بها سوزان في حياتها قالت: «لقد كنت دائماً أهتم بالسياسة.. فقد حدث أن اعتقلت في المدرسة الثانوية بسبب الاشتراك في مظاهرات ضد حرب فيتنام.. ومظاهرات الحقوق المدنية.. وعندما كنت طفلة كنت أجعل كل عروس تتبادل ملابسها مع العرائس الأخرى حتى لا تكون واحدة منهن تحتكر ارتداء الملابس الجميلة دون الأخريات.. وفيما يخص شروطي لاختيار أدواري فإنني كنت أبحث عن أدوار لفتاة في العشرينيات من عمرها بشرط أن تكون أدواراً مركبة.. ولم تكن أدوار مثل هذه كثيرة ولابد أن الممثلة الشابة وينونا رايدر Winona Ryder الآن لديها الفرصة أكثر لتختار أدوارها.. أكثر مما كان متاحاً لى وأنا في نفس عمرها وإنني أرى نفسي ممثلة شخصيات، وأنني أقوم بالأدوار الصعبة الأداء أو التي ترفضها الأخريات.. وكان ذلك شيئاً جديداً لأنني كنت أبلور شخصيتي.. ولم يكن من الممكن أن أقوم بهذين العملين في أن واحد ولقد سافرت كثيراً.. ولو كان الطلب على كثيراً لما استطعت أن أتمتع بمباهج الحياة.. وأقوم بكل شيء مع بقائي على قيد الحياة ولقد خلق الشباب من أجل هذا.. وإنني أحس بمشاعر الممثلين والممثلات الذين يحظون بشهرة جماهيرية كبيرة مبكرة.. ولقد عملت مدة كافية لأتعلم مهنتي.. لكي أدرك حقيقة نفسي.. والتي جذبتني للتمثيل في المقام الأول.. وإنك لا تستطيع أن تقاوم رغبتك في التقمص أبداً وأن الشيء الأكثر إحباطاً من الرغبة في التمثيل هو الرغبة في الأمومة.. وذلك لأنك عندما تصبح بارعاً كأم.. فإنك ترى أطفالك قد كبروا ويصيحون معتقدين أنك لم تعد ظريفاً على الإطلاق».
تحت الجلدوعن فيلم «عرض الرعب في روكى» والذي تضمن مشاهد وحوارات جنسية لسوزان قالت: «لقد أثر هذا الفيلم في كثير من الشباب عند مشاهدته.. لأن فكرة أن تتوقف عن أن تحلم بفعل الأشياء.. وأن تبدأ في الفعل ببساطة فهذا يزيل الغموض الجنسي.. وأعتقد أن ذلك شيء عظيم.. ومما جعلني أرحب بهذا الفيلم أنه كان فرصة لأسخر من كل مرة ألعب فيها دور الفتاة الساذجة.. وأنت تعرف أن تحت جلد كل فتاة ساذجة حلوة توجد عاهرة.. وفى الحقيقة أحببت الفكرة».وعن قيام سوزان ساراندون بدور الأم القوية في أفلامها الأخيرة قالت: «إنه من المثير للاهتمام أن هذه الشخصيات تفهم أنها قوية وعنيفة جداً.. ولكن عند القيام بهذه الأدوار أحس أنني على حافة الهاوية.. ولم يكن لدى الإحساس بأنني بطلة.. والذي يثير اهتمامي أكثر هم الناس العاديين الذين يُدفعون ضد الحائط وفجأة يجدون أنفسهم يقومون بأفعال فوق العادة.. ولكن بتضحية عظيمة وبالنسبة لى هذا يختلف عن أدوار أرنولد شوارزنجر أو ميل جيبسون وغيرهم من الأبطال الرجال.. وحتى دوري في فيلم«ثيلما ولويز» فإن عواقب ضرب أحد الناس بالرصاص هو ما جعل هذا الفيلم مختلفاً ولكن هؤلاء الرجال عندما يطلقون الرصاص على أحد الناس فإنهم لا يبدون القلق عما فعلوا».
وعن دور الأخت (هيلين) في طفولتها والتي لعبته ابنة سوزان ساراندون في فيلم «الميت الذي يمشى» والذي بدت فيه أثر التنشئة في بيت يضم أماً هي فنانة عظيمة مثلما أصبحت أماً عظيمة أيضاً تحدثت سوزان ساراندون قائلة: «لقد رأت ابنتي أن تشاركنا العمل.. ولم نعقد عليها الآمال ولكنها كانت جيدة.. وتركز في عملها.. وإظهار عاطفتها.. وأذهلت الجميع بأدائها.. وكانت فخوراً بنفسها.. ولقد أبعدت عنها جميع العروض التي قدمت لها بعد هذا الفيلم.. فمن الصعب التوفيق بين مواعيد عملي ومواعيد عملها.. ولقد رتبت لها أن تذهب للمدرسة أفضل لمستقبلها كما قمت بتنشئتها بحيث لا تقع في مأزق الطفولة المشهورة أو أية مشاكل بخصوص عملها في مجال الشهرة.. لأنك تريد لابنتك أن تكون قوية وليس مجرد فتاة غبية في الحادية عشرة من عمرها.. وهى السن التي لا تعلم فيه الفتيات ما يردن بالضبط.. أما الأولاد فإنهم يبدأون في أن يكونوا ظرفاء.. ويلعبون الرياضة.. ويتعلمون كيف يصبحون رجالاً ويصبحون أقوياء.. ولابد أن تعلمهم كيف يتحاورون بالكلمات بدلاً من المشاجرات.. ويجب أن تعلم أولادك كيف يرفعون أطباقهم من على المائدة بعد الغداء.. لأنك لن تكون موجوداً لهم للأبد.. إنهم يظنون أنني سأبقى للأبد.. وهذا هو الخوف الذي ينتابك عندما تصبح لديك أطفال في وقت متأخر من العمر. إنك تتمنى أن تعيش فترة كافية من الحياة لتعلمهم كل شيء».
وتتحدث سوزان ساراندون عن إيمانها في الحياة فتقول: «عندما تحاول أن تفعل الصواب، دائماً وتبذل قصارى جهدك فإن الله يكون معك، وتتوافر لديك القوة والدفعة الربانية التي تحتاجها لتعبر الأزمة.. ولا يمكن أن تمنح تذكرة مجانية لدخول الجنة، ولابد أن تفعل ما يجب عليك أن تفعله، وإذا كان من المفروض عليك أن تكون بجوار رجل يُحتمل إعدامه في خلال أسبوع لتساعده على أن يتوب وأن يتحمل مسئولية عمله قبل رحيله عن الدنيا، أو الانتقال الذي نطلق عليه لقب الموت، فكيف يمكنك أن تبقى دون أن تساعده؟ إنها قصة حب على أساس راق، ولم أر مثلها من قبل سوى في فيلم الميت الذي يمشى».وعن عنصر التوتر الجنسي بين شخصيات فيلم «الميت الذي يمشى» والتي تم خلقها في الفيلم ولم تكن موجودة في القصة الحقيقية بكتاب الأخت (هيلين) والذي اعتمد عليه الفيلم. قالت ساراندون:«لقد شعرنا أنه لابد من وجود هذه العلاقات، وهذا التوتر ولكنه توتر العلاقة الودودة الحميمة، فلدينا المرآة التي يمكن أنها لم تكن أبداً ودوداً مع أي رجل من قبل، وهذا الرجل الذي يقول إنه لم يحب أحداً أو شيئاً من قبل، ولقد وجدا نفسيهما معاً في آخر الأسبوع من حياته ـ ولقد أعدموا شخصاً بالفعل في الأسبوع الذي كنا نصور فيه مشاهد الفيلم في سجن (أنجولا) خارج نيوأورليانز.. ولقد ذهبنا لحضور صلوات المساء قبل الإعدام.. ولقد رحب بنا مأمور السجن والحراس ـ ولكنه من الغريب جداً وفعلاً أن تكون جزءاً من جريمة قتل متعمدة.. ومهما فكرت في الأمر من زاوية أن المتهم مذنب وأنه يستحق العقوبة.. أو أي شيء آخر فإنه سيظل شيئاً غريباً أن يبدأ العد التنازلي لقتل رجل بمنتهى البرود والهدوء».وعن أفلامها الأولى والتي ظهرت فيها سوزان ساراندون كفتاة مطيعة قالت: «كل الناس يريدون منى أن أظهر كفتاة ساذجة.. ولكن لم تكن هناك أدوار مركبة للفتاة الساذجة المعقدة التي تتعرض للمشاكل.. وقد حدث أن شاهدت ابنتي أول خمس دقائق من فيلم «جو Joe» الذي ظهرت فيه لأول مرة على الشاشة عام 1970 ولقد ظلت ابنتي سعيدة بي.. وظريفة معي لمدة ست ساعات لأنني كنت فتاة صغيرة في الفيلم ودوري غير مؤثر، ولقد وقعت في كثير من الأخطاء في التمثيل، والخيار لك، إما أن تدمر نفسياً، أو تتحدث عن أخطائك وتصلحها».وعن نوعية الاختيارات التي مرت بها سوزان في حياتها قالت: «لقد كنت دائماً أهتم بالسياسة.. فقد حدث أن اعتقلت في المدرسة الثانوية بسبب الاشتراك في مظاهرات ضد حرب فيتنام.. ومظاهرات الحقوق المدنية.. وعندما كنت طفلة كنت أجعل كل عروس تتبادل ملابسها مع العرائس الأخرى حتى لا تكون واحدة منهن تحتكر ارتداء الملابس الجميلة دون الأخريات.. وفيما يخص شروطي لاختيار أدواري فإنني كنت أبحث عن أدوار لفتاة في العشرينيات من عمرها بشرط أن تكون أدواراً مركبة.. ولم تكن أدوار مثل هذه كثيرة ولابد أن الممثلة الشابة وينونا رايدر Winona Ryder الآن لديها الفرصة أكثر لتختار أدوارها.. أكثر مما كان متاحاً لى وأنا في نفس عمرها وإنني أرى نفسي ممثلة شخصيات، وأنني أقوم بالأدوار الصعبة الأداء أو التي ترفضها الأخريات.. وكان ذلك شيئاً جديداً لأنني كنت أبلور شخصيتي.. ولم يكن من الممكن أن أقوم بهذين العملين في أن واحد ولقد سافرت كثيراً.. ولو كان الطلب على كثيراً لما استطعت أن أتمتع بمباهج الحياة.. وأقوم بكل شيء مع بقائي على قيد الحياة ولقد خلق الشباب من أجل هذا.. وإنني أحس بمشاعر الممثلين والممثلات الذين يحظون بشهرة جماهيرية كبيرة مبكرة.. ولقد عملت مدة كافية لأتعلم مهنتي.. لكي أدرك حقيقة نفسي.. والتي جذبتني للتمثيل في المقام الأول.. وإنك لا تستطيع أن تقاوم رغبتك في التقمص أبداً وأن الشيء الأكثر إحباطاً من الرغبة في التمثيل هو الرغبة في الأمومة.. وذلك لأنك عندما تصبح بارعاً كأم.. فإنك ترى أطفالك قد كبروا ويصيحون معتقدين أنك لم تعد ظريفاً على الإطلاق».
تحت الجلدوعن فيلم «عرض الرعب في روكى» والذي تضمن مشاهد وحوارات جنسية لسوزان قالت: «لقد أثر هذا الفيلم في كثير من الشباب عند مشاهدته.. لأن فكرة أن تتوقف عن أن تحلم بفعل الأشياء.. وأن تبدأ في الفعل ببساطة فهذا يزيل الغموض الجنسي.. وأعتقد أن ذلك شيء عظيم.. ومما جعلني أرحب بهذا الفيلم أنه كان فرصة لأسخر من كل مرة ألعب فيها دور الفتاة الساذجة.. وأنت تعرف أن تحت جلد كل فتاة ساذجة حلوة توجد عاهرة.. وفى الحقيقة أحببت الفكرة».وعن قيام سوزان ساراندون بدور الأم القوية في أفلامها الأخيرة قالت: «إنه من المثير للاهتمام أن هذه الشخصيات تفهم أنها قوية وعنيفة جداً.. ولكن عند القيام بهذه الأدوار أحس أنني على حافة الهاوية.. ولم يكن لدى الإحساس بأنني بطلة.. والذي يثير اهتمامي أكثر هم الناس العاديين الذين يُدفعون ضد الحائط وفجأة يجدون أنفسهم يقومون بأفعال فوق العادة.. ولكن بتضحية عظيمة وبالنسبة لى هذا يختلف عن أدوار أرنولد شوارزنجر أو ميل جيبسون وغيرهم من الأبطال الرجال.. وحتى دوري في فيلم«ثيلما ولويز» فإن عواقب ضرب أحد الناس بالرصاص هو ما جعل هذا الفيلم مختلفاً ولكن هؤلاء الرجال عندما يطلقون الرصاص على أحد الناس فإنهم لا يبدون القلق عما فعلوا».
وعن دور الأخت (هيلين) في طفولتها والتي لعبته ابنة سوزان ساراندون في فيلم «الميت الذي يمشى» والذي بدت فيه أثر التنشئة في بيت يضم أماً هي فنانة عظيمة مثلما أصبحت أماً عظيمة أيضاً تحدثت سوزان ساراندون قائلة: «لقد رأت ابنتي أن تشاركنا العمل.. ولم نعقد عليها الآمال ولكنها كانت جيدة.. وتركز في عملها.. وإظهار عاطفتها.. وأذهلت الجميع بأدائها.. وكانت فخوراً بنفسها.. ولقد أبعدت عنها جميع العروض التي قدمت لها بعد هذا الفيلم.. فمن الصعب التوفيق بين مواعيد عملي ومواعيد عملها.. ولقد رتبت لها أن تذهب للمدرسة أفضل لمستقبلها كما قمت بتنشئتها بحيث لا تقع في مأزق الطفولة المشهورة أو أية مشاكل بخصوص عملها في مجال الشهرة.. لأنك تريد لابنتك أن تكون قوية وليس مجرد فتاة غبية في الحادية عشرة من عمرها.. وهى السن التي لا تعلم فيه الفتيات ما يردن بالضبط.. أما الأولاد فإنهم يبدأون في أن يكونوا ظرفاء.. ويلعبون الرياضة.. ويتعلمون كيف يصبحون رجالاً ويصبحون أقوياء.. ولابد أن تعلمهم كيف يتحاورون بالكلمات بدلاً من المشاجرات.. ويجب أن تعلم أولادك كيف يرفعون أطباقهم من على المائدة بعد الغداء.. لأنك لن تكون موجوداً لهم للأبد.. إنهم يظنون أنني سأبقى للأبد.. وهذا هو الخوف الذي ينتابك عندما تصبح لديك أطفال في وقت متأخر من العمر. إنك تتمنى أن تعيش فترة كافية من الحياة لتعلمهم كل شيء».
مجلة سطور يناير 2002 بقلم : على نبوي عبد العزيز